مع أجواء وروحانيات رمضانيّة، تقام العديد من الغبقات الرمضانية على الصعيد الأسرى والمُجتمعي؛ نظرًا لما تُمثله الغبقة من عادات اجتماعيّة وموروثات من الآباء والأجداد على مدار سنوات ماضية لها أثر اجتماعي يُعزّز العَلاقات والروابط بين الأفراد في الأسرة ويزيد العلاقات المُجتمعيّة، وهي تُقام بشهر رمضان الكريم، والمُتعارف عليه أن أهل قطر لهم اهتمام بالغ بالعادات والتقاليد والموروثات الشعبية والثقافية، وإحياء التراث مع تقديم الوجبات التراثية المشهورة، واليوم تطورت الغبقات بصورة أكبر، وأصبح الكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية تُقيم الغبقات، ومنها سفارة أستراليا بدولة قطر، وبدعوة كريمة من سعادة سفير أستراليا بالدوحة شين فلانغان وبحضور رفيع المُستوى من الإعلاميين والكتّاب والشخصيات والمسؤولين القطريين والأستراليين، وكان لها صدى اجتماعي وثقافي وديني وسياحي كبير، بالتعرّف على الثقافة والعادات القطرية من خلال إقامة هذه الفعاليات الاجتماعية والثقافية والتعرّف على أهم الموروثات الشعبية والثقافية عبْر هذه اللقاءات الاجتماعيّة الثقافية، وأصبحت بصورة أجمل وأكبر، ومحط اهتمام العديد من الدبلوماسيين وحرصهم على إقامتها لما لها من دور فعال في تقارب الثقافات بين الدول، والتعرّف بصورة أكبر على العادات والتقاليد القطرية والدول المُستضيفة، وخلقت تجارِب ثقافية بين الدول، وأصبح الدبلوماسيون لديهم انخراط أكبر بالمُجتمع، للتعرّف على ثقافة المُجتمع القطري من خلال إقامة هذه الفعاليات الاجتماعية الثقافية، واليوم نلمس بصورة حقيقية أن انطباعنا عن الشخصيات الدبلوماسية صار أكثر شمولية عما كنا نراه ونسمعه بالسابق، وإن كان عملهم ينصب على الجانب السياسي والتمثيل لدولهم، ولكن اليوم أصبحنا نراهم بصورة مُجتمعية أكبر وانخراطهم وحضورهم الأنيق في كثير من الفعاليات الثقافية والمجتمعية وإقامتهم الكثير من الأنشطة الثقافية الاجتماعية التي تنقل ثقافات دول وخبرات مُتنوعة، وبالفعل شاركنا بالعديد من الغبقات القطرية، بدعوات كريمة، منها سفارة تركيا، بالإضافة إلى إقامتهم العديد من الفعاليات الثقافية التي تتعلق بدولهم وبحضور ومشاركة قطرية مع جنسيات أخرى، وبالفعل هذه المُشاركات الدبلوماسية عززت مكانة الدول، ليس على الصعيد السياسي والدبلوماسي فحَسْب، ولكن خلقت علاقات شعبية اجتماعية بين الدول، وشجعت السياحة المُشتركة بينهم، لرغبة كل من الأطراف المُشاركة بهذه الفعاليات في التعرّف على ثقافات الدول وزيارتها، وتبادل الخبرات الثقافية، خاصة أن الشعوب لديها اهتمام بالغ بالثقافة والتعرّف على أهم الموروثات والعادات والتقاليد، والجميل أن تجد أن كثيرًا من الدبلوماسيين يجيدون التحدّث باللغة العربية ومُطلعون على ثقافات الدول، ما يجعل حضور الدبلوماسي مُختلفًا عن الكثير لتحدّثه باللغة العربية، ومُشاركته الفعالة وحضوره المُشاركات المُجتمعية والثقافية، ما يُشجّع الحراك الثقافي السياحي بين الدول، بحضور نخبة من الإعلاميين والمُثقفين الذين ينقلون الرسالة الثقافية بين الدول، عبر مُشاركاتهم ومنصاتهم الاجتماعيّة والإعلاميّة، وأقلامهم الرائعة التي تنقل صورة ثقافية عن الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم، خاصة أن الحديث عن الهُوية والتراث الثقافي محط اهتمام شعوب العالم، وأخيرًا الغبقات القطرية لها دور فعال بخصوصياتها الاجتماعية في توطيد العَلاقات بين الشعوب والدول.

ولذا نأمل مزيدًا من الفعاليات والأنشطة الثقافية القطرية الدبلوماسية التي قرَّبت بين الشعوب وجعلتها أكثر اهتمامًا بالاطلاع على التاريخ من خلال الزيارات السياحيّة والثقافيّة.

 

[email protected]