المنتدى

الإطلالة الرائعة للوزيرة لولوة الخاطر

بقلم/ بابكر عيسى أحمد:

رغم الشتات وقسوة البُعد عن الوطن، وبعثرة الناس والأهل والعشيرة في الأصقاع البعيدة والقريبة، أثبت السودانيون أنهم نبلاء، وأن هذا النبل تجسد بصورة لا تخطئها العين على أرض قطر الطيبة والفتية التي احتضنت أعدادًا مقدرة من السودانيين -رجالًا ونساءً وشبابًا- هروبًا من الحرب اللعينة التي تدور رحاها في وطنهم الغالي والحبيب.

هذا النبل تجسد في الجهود الإنسانية المُقدرة التي قامت بها الروابط المهنية بدولة قطر ورابطة المرأة السودانية (سوا) التي كان لها القدح المُعلَّى في ترتيب الإفطارات الجماعية في شهر رمضان المبارك بالتعاون مع الجهات الرسمية القطرية فلهم الشكر والتجلة.

كانت لوحة زاهية ورائعة وجميلة رؤية تلك الحشود في ساحة المركز الثقافي السوداني حيث الإخاء والمحبة والعمل الخيِّر للترحيب بالضيوف الجُدد الذين كانوا ومازالوا محل الترحيب والحب والتقدير. وأتوجه هنا بالشكر لكل أعضاء الروابط المهنية ورابطة المرأة (سوا) وجموع المتطوعين في الإشراف على هذا العمل الإنساني النبيل بكل تجرد وإخلاص ولهم الشكر من قبلُ ومن بعدُ.

المساحة لن تكون كافية لرصد كافة الجهود التي بذلت على الصَّعيدين العام والخاص ولكنني أتوجه هنا بالشكر باسمي واسم رؤساء الروابط وعضويتها، على هذا الجهد المُقدر وهذا الترابط الشفيف بين كل الإخوة القادمين إلى هذه الأرض الخيرة.

مهما قلنا ستبقى جمائل دولة قطر عِقدًا من الوفاء معلقًا على رقابنا وفاءً لهم على حسن الرِّفادة وجميل الاستقبال والسعي الحثيث لإزالة العقبات.

الأمسية الزاهية التي أقامتها رابطة محترفي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السودانيين بدولة قطر، بقاعة المجلس بفندق شيراتون الدوحة كانت بكل المقاييس رابطة العِقد توهجًا وتنظيمًا واحتفاءً بالمدعوين الذين سعدوا بهذا اللقاء الذي جمع نخبة من المسؤولين القطريين وأعضاء السفارة السودانية بالدوحة يتقدمهم سعادة السفير أحمد عبدالرحمن سوار الذهب.

فاكهة هذا اللقاء المُتميز الذي استمر حتى ساعة متأخرة من ليلة الثالث من أبريل، وفي العشر الأواخر من الشهر الفضيل، تمثلت في تشريف سعادة السيدة لولوة الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي، لم تكن غريبة وكانت وسط أهلها واستقبلت بترحاب ومحبة، وصفق لها السودانيون طويلًا عندما اعتلت المنصة لتخاطب بكل الحب والوفاء أهلها في السودان مُترجمة الاعتزاز، والمحبة التي يحملها أهل قطر لأهلهم في السودان.

هذا الحضور المميز أبهر الجميع الذين حرصوا على أن يكونوا معها في كادر واحد خلال الصورة التذكارية التي ضمت الحضور رجالًا ونساءً، وأعتقد جازمًا أن مثل هذه اللحظات النبيلة ستظل شاخصة في الوجدان ولوحة لن يطمسها الزمن، والوطن العزيز يتلظى في هذه الحرب العبثية التي قادت بلادنا لموارد التهلكة والضياع.

لقد تشرفت بأن أكون أحد المكرمين في ذلك الحفل الباهر والجميل والأنيق، ولن أتوقف عند الكلمات الطيبة التي ألقيت من على منصة الحفل ولكن صدى زيارة الوزيرة لولوة الخاطر لبورسودان، ووقوفها على احتياجات الشعب السوداني من المعينات الإنسانية والطبية كان حاضرًا وهي زيارة تماثل زيارتها إلى قطاع غزة حيث كانت أرفع مسؤول عربي يزور غزة وهي تحت الحرب والنيران والخراب الذي طال المؤسسات العلاجية والخدمية والإنسانية.

أشير أخيرًا إلى أن محبة أهل قطر ومنذ الاستقلال لأهل السودان لم تكن جديدة وإنما كانت متجددة ومتواصلة، عبرت عن نفسها في كل المُنعطفات الإنسانية والسياسية التي عانت منها بلادنا وكانت معنا في «أيدينا للبلد» و «سالمة يا سودان» و «سلام دارفور» وهي محطات لن تغفلها الذاكرة الجمعية للشعب السوداني بل ستبقى منارات شامخة على طريق الإخاء والمحبة ونسأل الله أن يديم هذا الود وهذا الإخاء لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين القطري والسوداني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X