المحليات

فتاوى

كثير من الناس يسافرون للسياحة في بلدان العالم ويبذلون الأموال ولهم القدرة الكاملة المادية والصحية ولا سبق أن حجوا إلى بيت الله حج الفريضة، فما نصيحتكم لهم؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

وبعد: فإن الحج ركن من أركان الإسلام، وهو فريضة فرضها الله على من استطاع من عباده مرة في العمر، فقال تعالى: «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ ‌حِجُّ ‌الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا». وعن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا) رواه مسلم.

وهو فريضة على الفور، بمعنى لا ينبغي لمن حصلت له الاستطاعة أن يتراخى في أداء ما افترض الله عليه، والدليل على ذلك ما رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة). فعلى هؤلاء الإخوة الذين يتنعمون بنعمة الصحة والمال والوقت الفارغ، ويسر الله لهم السفر في البلدان أن يتقوا الله فيما هم فيه من النعم، ويؤدوا ما افترض الله عليهم، وليعلموا أنهم مسؤولون عما هم فيه، وأسأل الله لي ولهم الهدى والرشاد آمين.

ما حكم صلاة عيد الفطر وما صفتها؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

وبعد: فإن صلاة العيد فرض كفاية على الأمة على المعتمد في المذهب ومن الأدلة الواردة فيها ما روى البخاري ومسلم عن أم عطية رضي الله عنها قالت: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى؛ العواتق والحُيّض وذوات الخدور، فأما الحُيّض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: ((لتلبسها أختها من جلبابها))». وأما صفتها فمثل صلاة الجمعة ركعتان وخطبة، إلا أن الصلاة في العيد تسبق الخطبة عكس الجمعة بلا أذان ولا إقامة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر فبدأ بالصلاة قبل الخطبة) رواه البخاري ومسلم.

وتؤدى جماعة في المصليات إلا لعذر، فيخرج الإمام وقت الضحى بعد ارتفاع الشمس بربع ساعة فأكثر، ويصلي ركعتين يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات، ويقرأ الفاتحة والسورة جهرًا، والسنة أن يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة ق، وفي الثانية القمر، أو الأعلى ثم الغاشية، ثم يخطب الإمام خطبتين أو واحدة يعظ فيها الناس ويخص النساء بشيء منها. ومن فاتته صلاة العيد مع الإمام صلاها منفردًا كما يصليها الإمام على الصفة المذكورة.

ويسن التكبير والجهر به، ويسن في العيد الاغتسال، وأكل تمرات قبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر، والتجمل باللباس والأفضل الجديد منه، والتطيب للرجال دون النساء، والتهنئة، والذهاب إلى الصلاة من طريق والرجوع من طريق آخر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، وإظهار الفرحة، والتزاور وصلة الأرحام، والتوسعة على الأهل والأولاد، مع عدم تضييع الواجبات.

والله أعلم.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X