الدوحة – أشرف مصطفى:
في حياة مُبدعينا محطات مُهمة وذكريات لا يُمكن حصرها ترتبط بشهر رمضان المُعظم، ومن خلال زاويتنا اليوميّة «سوالف قبل المِدفع» سنتعرّف مع ضيوفنا على أهم طقوسهم اليومية خلال الشهر الكريم ونتجوّل في بستان الذكريات الرمضانيّة لنقطفَ من أزهار فترة الطفولة ونتعرّف منهم على الفارق بين رمضان في الماضي والحاضر، وما هي الاستعدادات لاستقبال هذا الشهر، وكيف يستقبلون عيد الفطر المُبارك، واليوم سنستضيف الفنان محمد الحاصل اليافعي الذي استعرضَ لنا شيئًا من ذكرياته الجميلة مع هذا الشهر، وتحدَّث لنا عن عاداته خلاله.
• ما الذكريات التي تتمنّى عودتها إلى حياتك في شهر رمضان؟
– أول ما يتبادر إلى ذهني هو الزمن الماضي بما يحويه من تبادل للزيارات بين الجيران، حيث أتذكر جو رمضان في السابق، الذي اختفى منه الكثير، فأشتاق لذكريات الطفولة واللعب بالفرجان قبل الإفطار وزيارة الجيران وطيبة قلوب الناس وتبادل الأطباق والأبواب المفتوحة، حيث الأطفال يغمرهم الفرح والسرور. وأتأسف لاختفاء بعض العادات التي ارتبطت بهذا الشهر مثل تبادل الزيارات مع الجيران، حيث لم يعد الأمر كما كان في الماضي، فرمضان يوصينا بالخير، وصلة الأرحام التي قد يفتقدها الكثيرون هذه الأيام بفعل الجوال، وبشكل عام فإن شهر رمضان يُمثل لي مجموعةً من الذكريات والعادات، ولعل أهم ما يُميّز رمضان تلك المُمارسات ذات الأبعاد الروحية والنفسية.
• ما هي العادات الرمضانيّة التي تحرص عليها بشكل يومي خلال الشهر الفضيل؟
– رمضان شهر الخير والبركة، لذلك أحرص على استغلال كل جزءٍ منه في العبادة وأعمال الخير والزيارات العائليّة والتواصل مع الأهل والأصدقاء، كذلك أحاول أن أُخصصَ وقتًا كبيرًا لختم القرآن لأكثر من مرة خلال الشهر، وفي المساء وبعد صلاة التراويح أتواصل مع بعض الأصدقاء، وبالتأكيد أحرص على الإفطار الجماعي مع العائلة، فأجتمع مع الأبناء والأحفاد.
• ما نوعية البرامج التلفزيونيّة التي تُفضّلها خلال الشهر الفضيل؟
– هذا العام جعلتنا الشاشة نشعر ونتألم ونبكي لما يحدث لإخواننا في غزة من إبادة وسفك الدماء وتشريد وتجويع أهلها، وهو ما جعلني غير قادر على مُتابعة شيء من هذه الأمور، رغم أنني اعتدت على مُتابعتها فيما سبق، أما اليوم فإن مُشاهداتي باتت تقتصر على مُشاهدة الأخبار، ويعتصر قلبي ألمًا لما يحدث لأهلنا في غزة.
• عمل رمضاني تتمنّى عودته من جديد للمشهد في هذا الشهر؟
– أُفضّل برامج المُسابقات التي تعتمد على نشر المعلومات المُتنوّعة وإثراء الثقافة العامة، وفي شهر رمضان تزداد البرامج على المحطات الفضائية، وربما يكون من بينها ما هو جيد، لكنه يتوه في وسط زحام الأعمال المُقدَّمة على الفضائيات خلال هذا الشهر.
• ما تقييمك للمشهد الثقافي بصورة عامة ومَيدان فنون التصوير الضوئي بصفة خاصة؟
– المشهد الثقافي جيّد، ولعل أكثر ما لفت نظري الخيمة الرمضانيّة التي يُديرها الدكتور سيف الحجري لتنوّعها في المواضيع، وغير ذلك من الفعاليات المُنتشرة على مدار العام وتقيمها مؤسسات مُختلفة، أما فيما يخص فعاليات فنون التصوير الضوئي، فأعتقد أن الأمر بحاجة إلى المزيد، وإقامة عدد أكبر من المعارض، حيث أرى أنها غير كافية ولا تُلبّي حاجة المُصوّرين وعشاق فن التصوير الضوئي ومُتابعيه.
• ما أبرز المُشكلات التي تواجه ساحة الفنون البصرية حاليًا؟
– أعتقد أن من أكبر المُشكلات التي واجهت ساحة هذه الفنون هي الإغلاق الذي شاهدته الجمعية القطرية للتصوير الضوئي منذ سنوات، بعد أن كان نشاطها على المُستويين المحلي والدولي، وحققت إنجازات مُهمة خارجيًا، واستقطبت عددًا كبيرًا من المُهتمين بالتصوير وعملت على تنمية ملكاتهم الإبداعيّة.
• مُمارسات وسلوكيات تعتقد بضرورة تجنّبها في الشهر الكريم؟
– لا يعجبني هدر الوقت والسهر في مُتابعة ما ليس فيه فائدة ولا قيمة ولا حتى ذوق، كما لا يعجبني الإسراف من قِبل البعض في رمضان، فهذا الشهر يُعلمنا كيف يعاني الفقير، كما يؤسفني أن أرى ازدحام الأسواق والمُجمعات خلال الشهر، حيث ألاحظ أن هناك الكثير من الإسراف في شراء المأكولات والمشروبات قبل الإفطار بما لا يتناسب نهائيًا مع أخلاقيات الشهر الفضيل، الذي يُجبرنا على التحلّي بأخلاق الإسلام.
• ما هي أمنياتك فيما يخص الساحة الفنيّة، ونحن في الشهر الفضيل؟
– أتمنّى الاعتناء بالجيل الجديد الناشئ من قِبل جهات رسميّة، تعمل على إفادتهم، كما أتمنّى أن يتم الالتفات بشكل أكبر إلى فنون التصوير الضوئي التي حققت إنجازات كبرى خلال الفترة الماضية، ويملؤني الأمل بأن ينصبَّ الاهتمام فيه على المُبدع المحلي الذي سبق أن جاء بكل تلك الإنجازات.