كتاب الراية

قادة المستقبل.. صناعة القائد (2)

في الجزء الأول من الأماكن التي يصنع فيها القادة تطرقنا إلى أول مكان نصنع فيه قادة المستقبل وهو المنزل وبعدها التواصل مع البيئة المحيطة مثل مجالس الكبار واليوم سوف ننتقل إلى المرحلة التالية وهي:

التواصل العائلي مع أفراد الأسرة: إن التواصل مع أفراد الأسرة لدى الأبناء مهم جدًا فهو يساهم في أن يكون لدى الأبناء زيادة في الروابط الاجتماعية والأسرية وتقويتها وعندما أقول مع أفراد الأسرة بمعنى البيئة المحيطة الأسرية تشمل العائلة (أعمام، أخوال، عمات) وغيرهم هذه الروابط تجعل الأبناء يكتسبون مهارات عدة منها الثقة بالنفس والقدرة على المناقشة وتعلم فن الحوار وهذه المناقشات تهيئهم لحوارات ونقاشات خارج الإطار الأسري. ولكن قبل أن أجعل أبنائي أو بناتي ينطلقون للتواصل العائلي يجب أن أبني شخصيتهم في المنزل وهنا نعود إلى دور المنزل بما فيه من الوالدين فهما السبب الرئيسي في تكوين شخصية الأبناء وغرس القيم والمبادئ والثقة داخل أنفسهم وهنا نستطيع أن نقول أنهم أصبحوا مهيئين للانتقال للتواصل العائلي.

ماذا عن العمل على بناء الشخصية القوية للأبناء ؟

يكون ذلك عن طريق غرس العقيدة السليمة في أنفسهم والقيم والعادات والتقاليد الصحيحة ومعالجة كل شكل من أشكال الضعف والخجل والكسل والشخصية الانهزامية أو الانطوائية وهنا نركز قليلًا على شخصية مهمة جدًا في حياة الأبناء وهي الأم المدرسة التي يجب على الأم استشعار مدى أهمية دورها في تربية الأبناء، فهي المسؤولة عن تشكيل شخصية أبنائها بكافة جوانبها الجسمية، والنفسية، والعقلية، والروحية، حيث إنّ تربيتها لهم لا تقتصر على الأمر والنهي إنّما تُحدّد جزءًا كبيرًا من مستقبلهم.

لذلك الأم هي الحلقة التي لا تنكسر مع أبنائها ولابد أن يكون هناك اتصال دائم معهم، الأم لها دور قوي جدًا وفعال في بناء أجيال المستقبل ودورها عظيم لأنها تنشئ جيلًا متماسكًا لقيادة أمته نحو التطور والتغير والازدهار

هل هناك مرحلة أخرى غير التواصل الأسري ؟؟

نعم المدرسة، الحياة في الأصل مدرسة مفتوحة ليس لها أسوار وتعلم دون كتاب أو ضمن مخطط زمني وبرنامج حصصي محكوم بوقت وأشخاص معينين وهي ما نسميها الحياة مدرسة ودروس واقعية نتعلمها يوميًا، ولكن المدرسة التي تأتي بعدها هي التي تقع ضمن قوانين وأنظمة وأوقات محددة ومناهج معدة مسبقًا ينفذها معلمون مختصون، فينتقل الطالب انتقالًا مؤقتًا من التعليم العشوائي الذاتي في البيت والمجتمع إلى تعليم مؤطر بأطر تنظيمية ضمن مسارات واضحة ومعارف متنوعة ولكن ليست المهمة الوحيدة للمدرسة أنها تعلم الفرد فدورها أكبر من ذلك بكثير ففيها تتشكل شخصية الإنسان بكافة جوانبها الثقافية والاجتماعية والسلوكية والأخلاقية فبعض الأبناء فعلًا تتشكل شخصيته من المدرسة وليس المنزل بسبب ما وجده في المدرسة والبعض تتشكل شخصيته من المنزل وتتطور في المدرسة.

إن التعليم أساس كل فرد لا يقتصر على عمر ولا مرحلة معينة بل إن الفرد كل يوم يتعلم ويتطور وتتغير أفكاره لذلك وضعت المدرسة من أساسيات صناعة القادة لأنها فعلًا مرتبطة بالطرف الأول وهو المنزل والارتباط قوي جدًا ووثيق وكلاهما مكمل للآخر.

 

fatma_al_marri

tr_fatmaalmarri

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X