بقلم/ حسن مبارك الشهواني:
أمرَ اللهُ بالإحسانِ إلى الوَالِدِين؛ لأنَّهم سببُ وجود الأبناء في هذه الحياة، بعد فضل الله – عز وجل – وهم مَن قاموا بتربية أبنائهم من الصغر ورعايتهم وتعبوا عليهم، وهم الذين ألحقوا أبناءهم بالمدارس للدراسة، ويسهرون عليهم إذا مرضوا، ويذهبون بهم إلى المستشفى للعلاج.
وإذا أصابتهم أمراضٌ سهروا علي خِدمتهم، ويقومون بتلبية احتياجاتهم من الأسواق بشراء ملابس وأطعمة، وغيرهما من الاحتياجات الضرورية، ويساعدونهم في دروسهم، ويعلمون الأبناء احترامَ الناس والصدق معهم، وأهمية الأمانة، وتحية الإسلام، وهي السلام عليكم، عند مقابلة الآخرين والضيوف أو الجيران والتواضع، والصلاة في المسجد مع الجماعة، والتصدُّق على المحتاجين في صناديق الجمعيّات الخيرية.
ويجبُ على الأبناء ردّ الجميل للوالِدِين، وعدم النكران، وألا يكونوا عاقّين لهم، وتلبية كل ما يحتاجون إليه، خاصة عندما يتقدمون في العمر، وتخصيص وقت للجلوس والتحدث معهم عن الماضي، وما مرَّ عليهم من قصص قديمة، وتجارب في هذه الحياة، وأن يستمعوا لهم إذا تحدثوا، وأن يسألوهم ما هي الأماكن التي يريدون الذهاب إليها للترفيه عنهم، مثل: الذهاب إلى الأسواق أو البَرّ أو البحر أو الحدائق حتى لا يشعروا بالملل في المنزل، وطاعتهم في كل الأمور التي يحتاجون إليها، ويجب على الأبناء التحدث مع الوالِدين بكلام ليس فيه سوء أخلاق والاعتذار لهم في حالة حدوث الأخطاء والمعاملة الحسنة معهم والدعاء لهم بالخير، قالَ الله – تبارك وتعالى-:» وبالوالدين إحسانًا إما يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا»، الإسراء(24).