الدوحة- قنا:
يحتفي العالم غدا، الإثنين، باليوم العالمي للفن، الموافق الخامس عشر من أبريل من كل عام، والذي اعتمده المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في دورته الأربعين التي عقدت في العام 2019 بهدف توطيد أواصر الصلة بين أشكال الإبداع الفني والمجتمع، وإذكاء الوعي بتنوع هذه الأشكال، وتسليط الضوء على مساهمة الفنانين في تحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب إلقاء الضوء على مساهمة المؤسسات المعنية بالمعرفة والثقافة والفنون في دعم الإبداع والمبدعين.
وبهذه المناسبة، نوه فنانون تشكيليون، بدور متاحف قطر و”مطافئ: مقر الفنانين” التابع لها، في دعم المشهد الثقافي والإبداعي والفني في مجال الفنون البصرية، وتعزيز مكانة دولة قطر كوجهة رائدة للإبداع، ومركز إقليمي للثقافة والفنون، من خلال برنامج الإقامة الفنية باستديوهاتها في الدوحة، وفي المدينة الدولية للفنون في باريس بفرنسا، وفي الاستوديو الدولي وبرنامج أمناء المتاحف بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا الصدد، أكد السيد خليفة أحمد العبيدلي مدير “مطافئ: مقر الفنانين” في تصريح لـ/قنا/ أن اليوم العالمي للفن يمثل فرصة حيوية لإبراز أهمية الفن كوسيلة للتعبير الثقافي والحوار بين الحضارات والاحتفاء بالإبداع البشري وإبراز مدى تأثيره العميق على المجتمعات، إلى جانب التشجيع على دعم المبدعين عبر توفير منصات لعرض أعمالهم وفتح أبواب للحوار والإلهام.
وأوضح أن مهمتهم في مطافئ: مقر الفنانين تكمن في توفير فضاء للإبداع من خلال برامج الإقامات الفنية، واستقطاب أفراد المجتمع المحلي في قطر بتنظيم الفعاليات وإتاحة الفرص لهم، التي تشمل المعارض والبرامج العامة.
وأكد أن برنامج الإقامة الفنية في مطافئ منذ تأسيسه عام 2015، مستمر في توفير بيئة داعمة ومحفزة للمبدعين، وواصل مساهمته في تطوير مواهبهم وخبراتهم الفنية. ويطمح في المستقبل إلى توسيع نطاق البرنامج وتعزيز تفاعل الفنانين مع المشهد الفني العالمي، من خلال توفير فرص جديدة للتعلم والتبادل الثقافي والإبداعي.
وأفاد العبيدلي بأن برنامج الإقامة الفنية في مطافئ تتفرع عنه مجموعة من البرامج المتميزة، تتضمن برنامج الإقامة الفنية للرواد، وبرنامج الاستوديو والقيمين الدولي، وبرنامج القيمين الفنيين الذي يستقطب قيمي المتاحف ومنظمي المعارض الفنية. ويسعى كل برنامج إلى توفير تجارب فريدة وفرص تطوير مختلفة للمبدعين المقيمين والقطريين، حيث يوفر برنامج الإقامة الفنية للرواد فرصة للفنانين لاستكشاف ممارساتهم الفنية وصقلها في بيئة إبداعية داخلية، بينما يتيح برنامج الاستوديو والقيمين الدولي لفنانيه الفرصة للمشاركة في فترات إقامة طويلة الأمد في مدينتي نيويورك وباريس، حيث يمكنهم التفاعل مع مجتمع فني دولي وتوسيع دائرة معارفهم وتقنياتهم، كما يهدف إلى توفير فرص للمسؤولين في المجال الثقافي لاكتساب الخبرات وتحصيل المعارف في مجال إدارة المتاحف وتنظيم المعارض الفنية، مما يسهم في تطوير المؤسسات الثقافية في قطر.
وتعتبر هذه البرامج بمثابة مرحلة محورية في حياة الفنانين، حيث تمنحهم الفرصة لاكتساب المهارات والخبرات اللازمة لتقديم أعمال فنية ذات جودة عالية، والمشاركة في المشهد الفني الدولي بكل ثقة وإبداع.
وحول جهودهم لتعزيز الانفتاح على المشهد الفني والإبداعي العالمي، أفاد مدير “مطافئ: مقر الفنانين” بأن الانفتاح على المشهد الفني والإبداعي العالمي يعد عنصرا حيويا لتطوير الفن والثقافة في قطر، فمن خلال برامج مثل الإقامات الفنية والتعاون مع المؤسسات العالمية، تتوفر للفنانين فرص لاكتساب منظورات أعمق عن الممارسات الفنية المتنوعة، واستكشاف آفاق جديدة لأعمالهم.
وأضاف، نظمت مطافئ أيضا فعاليات عديدة تشجع وتحفز الانفتاح على المشهد الفني والإبداعي العالمي مثل معارض “بيبيلوتي ريست: دفقة سكون” (2024)، و”اكتشف الجزيرة” (2022 – 2023)، و”فيرجل آبلوه: إبداع بلا حدود” (2021)، و”استوديوهات بيكاسو” (2020)، مؤكدا أن هذا الانفتاح يعزز تبادل الأفكار والخبرات، مما يسهم في نمو الفن القطري، كما يشكل جزءا من حوار عالمي حول القيمة التي يكتسيها مجال الفن والثقافة.
وبدوره، نوه الفنان التشكيلي أحمد نوح في تصريح مماثل لـ/قنا/ بتخصيص يوم عالمي للفن، بوصفه فرصة لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا الحدث لتطوير الفنون البصرية وتناميها والاحتفاء بمنتجيها ومبدعيها.
وأكد أن الإقامة الفنية شكلت حاضنة لمشروعه وتطلعاته، حيث عززت متاحف قطر من خلال البرنامج دور المشاركين في تطوير الفنون وسبل تلقيها وشجعت المبادرات الجديدة والتجارب الإبداعية المستندة إلى البحث والتجريب والأفكار المتوثبة، وساهمت في تحقيق ذلك وجعله ممكنا.
وأوضح أن الإقامة الفنية في باريس وفرت له الوقت والفرصة للتفكير والتدبر والتأمل في مشروعه الفني، لافتا إلى أن متاحف قطر مكنت الفنانين من خلال شراكاتها وبرامجها مع مدينة الفنون في باريس من التواصل والاطلاع على تجارب الفنانين العالميين وتكوين علاقات بصرية مع متاحف الفن هناك واتجاهاته الجديدة المعاصرة.
وشدد على أن تجربة الإقامة الفنية في الدوحة وباريس في عام 2018 شكلت بالنسبة له محطة مهمة في مسيرته الفنية، وتركت أثرا نفسيا ومعنويا، وجعلته يتطلع بأفكاره نحو المستقبل وتمتد طموحاته وتتنامى.
ومن جانبها، نوهت الفنانة التشكيلية سعيدة الخليفي في تصريح مماثل لـ/قنا/ بتخصيص يوم عالمي للفن، وعدته تقديرا لتجربة المبدعين والاحتفاء بهم، مشيرة إلى أن الفن وسيلة للتعبير عن الذات، وأن اللغة البصرية أو المسموعة للفن تثري الروح وتعبر عن الثقافة كما تعتبر وسيلة تواصل محلية وعالمية.
وأوضحت الخليفي، وهي تشكيلية حاصلة على درجة الماجستير في المتاحف والمعارض من كلية لندن الجامعية، أن تجربتها في الاقامة الفنية عام 2022 كانت في مدينة نيويورك الغنية بالمتاحف والمعارض، وفي إطار برنامج الاستوديو والقيمين الدولي، الذي أتاح لها الفرصة للقاء فنانين من جميع أنحاء العالم وكان له أثر إيجابي على أعمالها الفنية، وفتح لها مجالا لتطوير تجربتها من خلال الجلسات النقدية وفعاليات الاستوديو المفتوح.
وأفادت سعيدة الخليفي بأن الإقامة الفنية تستضيف أكثر من 30 فنانا تحت سقف واحد وهي مناسبة رائعة جمعتها بفنانين من جميع أنحاء العالم، إذ كان هناك فنانون من أوروبا وأمريكا وكندا وأمريكا الجنوبية وشرق آسيا حيث تتنوع الممارسات الفنية وطرق استخدام المواد الفنية، وهي كلها تجارب قيمة تساعد في تطوير الفن وتثري الخبرة الشخصية.
وبدورها، اعتبرت الفنانة التشكيلية لولوة المغيصيب تخصيص يوم عالمي للفن احتفاء بكافة الفنون الجميلة من رسم وتصوير ونحت وتصميم، وتعزيزا للوعي بأهمية الأنشطة الفنية المختلفة في أنحاء العالم، وتأكيدا على ضرورة التطوير والإبداع والابتكار في كافة النواحي والمجالات الفنية والثقافية.
وأشارت إلى أن تجربتها في الإقامة الفنية بالمدينة الدولية في باريس بفرنسا عام 2022 كانت مصدر ثراء فني وثقافي بالنسبة لها، حيث تعرفت خلال ثلاثة أشهر على مختلف المواد والوسائط الفنية والألوان والأحبار، وناقشت مع زملائها المشاركين في البرنامج قضايا ثقافية ومواضيع متنوعة، وحفزتها على إثارة الأسئلة عن مشروعها الفني عن ماذا تبحث؟ ولماذا؟
وأكدت لولوة المغيصيب، أن ثراء تجربة الإقامة الفنية ينعكس أيضا في الاختلاط بمبدعين من مختلف أرجاء العالم والتعرف على الثقافات العالمية وعلى تجارب متنوعة لفنانين من مختلف المدارس والاتجاهات في فنون التصوير والرسم والإخراج الفني، مما عزز خبرتها في الرسم وقدرتها على إبداء الرأي والبحث عن الجديد، لافتة إلى الإضافة النوعية التي يحققها الفنان المشارك في برنامج الإقامة الفنية من خلال زيارة المتاحف والمعارض المتنوعة والتعرف على تجارب فنية واتجاهات معرفية وخبرات إبداعية مختلفة وجديدة ومغايرة.