من الأمورِ اللافتةِ للنظر في موضوع العَلاقات الأسرية تصدّعُ بعض هذه العَلاقات بين الإخوة في بعض الأسر، واتّساع شقة الخلاف بينهم مع مرور الزمن، حتى يُخيّل للمحيطين بهم من أهل وأصدقاء بأنهم أصبحوا في عداد الإخوة الأعداء، ويتربى أبناؤُهم وأحفادهم في ظل هذه العلاقات المفككة.
لا شكّ أنَّ الأسباب في مثل هذه العلاقات السلبية تتعدد وتتنوع وَفقًا للبيئة الأسرية التي يعيشها الأبناء ولطرق التربية التي يتلقونها في صغرهم، ويزداد الأمر سوءًا بغياب القدوة بينهم في هذا الجانب الأُسري المهمّ.
مَن المسؤول ولماذا؟
في الغالب توجّه أصابع الاتهام للوالدين باعتبارهما المسؤولين مسؤولية تامة عن تربية أطفالهما منذ نعومة أظفارهم لحين خروجهم للعالم الخارجي الواسع بكافة تحدياته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية من جوانب دراسية ومجالات عمل وغيرها.
للبيئة التي يعيشها الأبناء في صغرهم دورٌ كبيرٌ ويشاركها في هذا الجانب من حيث الأهمية التربية الأسرية من قبل الوالدين ودورهما في غرس قيم العلاقات الأسرية وتعزيزها في نفوس أبنائهما بكافة السبل التربوية لبناء شخصياتهم وإعدادهم للحياة المستقبلية.
بالعودة للتّساؤل عن الأسباب؟
يرى البعض أنَّ أسبابَ الخلافات الأخوية تعود في الأساس لطريقة تعامل الوالدين مع أبنائهما من حيث الاهتمام بأحد الأبناء على حساب الآخرين.
وقد تزداد حدّة هذه الصراعات عندما يكون الأبناء لأب واحد وزوجات عدة، فيكون لعامل الغيرة والتنافس على كسب رضا والدهم هو الدافع.
وأحيانًا قد يكون الخلاف على تقسيم التركة بعد وفاة أحد الوالدين هو السبب، رغم أن الشريعة الإسلامية هي المرجعية الأساسية في هذا الجانب في الدول الإسلامية.
على الرغم من روابط الدم القوية التي تربط بين الإخوة إلا أنهم لا يدركون مدى أهميتها الدينية ومدى أبعاد الخلافات الدنيوية عليهم كأفراد وعلى أبنائهم وعلى الأسرة والمجتمع.