قادة المستقبل.. متى نبدأ باكتشاف قادة المستقبل ؟
لا بُدَّ للسفينة من رُبان يقودها نحو الشاطئ وبَرّ الأمان، ويُجابه معها الأمواج العاتية والأخطار التي تُحيط بها من كل حَدَب وصوب، وإذا تركها دونما سيطرة غرقت وأغرقت كل من على متنها دون رحمة أو شفقة، وهذا ينطبق على القيادة والحياة بشكل عام، لا بدَّ لها من قائد يوجهها بالاتجاه الصحيح ويُساعدها على التقدّم نحو العمل الجاد الهادف المُفيد بعيدًا عن العشوائية والتنافر والتناحر والسير نحو المجهول، فالبَدء في إعداد القادة يجب أن يبدأ مُبكرًا، ومنذ مراحل التعليم الأولى، بالاهتمام بأصحاب المواهب والإبداعات والطاقات المُتميّزة ورعايتها والاهتمام بها، وتقديم كل الرعاية والتعليم على أعلى المُستويات، فيجب أن تُخصصَ مدارس للمُتفوقين والمُبدعين، وأماكن اكتشاف القادة المُبدعين في المُجتمع وخلق بيئة تُناسبهم، والعمل على تطوير وبناء قدراتهم القياديّة، فالشباب أصحاب المواهب والطموحات يجب ألا يتُركوا دونما رعاية واهتمام، وإنما يجب أن تُقدّم لهم كافة أنواع الرعاية الحقة والصحيحة، لأن القيادات الحالية لن تبقى مُعمرة على الدوام، ولن تبقى على السوية نفسها على العطاء، فلا بد من إيجاد قيادات شابة لإحلالها مكان القيادات السابقة، ولا بد من الحرص على إيجاد القيادات التي تطمح لتطوير نفسها خاصه في زمن انتشار التكنولوجيا بشكل سريع.
الشباب أمل المُستقبل:
الشباب هم أطفال الأمس، وعماد الحاضر، وقوة المُستقبل، هم الركيزة الأساسية في تقدّم وبناء كلّ مُجتمع، فهم يحملون بداخلهم طاقات وإبداعات مُتعدّدة، يحرصون من خلالها على تقديم الأفضل للمُجتمع الذي يعيشون فيه، ويستطيع الشباب من خلال التعاون بين بعضهم بعضًا الرقي بالمُجتمع، وحث الآخرين على المُشاركة الفعّالة في تقدّمه، كما أنّ هذا الدور الذي يلعبه الشباب ينعكس إيجابيًا على معارفهم، وزيادة تأثرهم وتأثيرهم بالآخرين. ولما كان لعنصر الشباب كلّ هذه الأهمية وتلك المكانة، لذلك من المُفيد معرفة موقع الشباب وأهميته بالنسبة لمجموع البشر من أبناء المُجتمع.
يُشكّل الشباب نصف السكان تقريبًا، وهذا بحد ذاته يحتاج إلى إعداد بشكل مُستمر وتعليم وتدريب وتوفير كافة مُتطلبات الحياة، وهذا يُلقي بالمسؤولية على الوالدين والمُجتمع، والأهم من ذلك هو كيف يتم إعدادهم للمُستقبل لتحمّل المسؤولية والعمل من أجل خدمة الوطن والمُجتمع والأجيال القادمة، إنَّ الحياة في تطورٍ دائمٍ، وهذا ما يجعل الشباب هم أكثر الفئات قدرة على التعامل مع المُتغيّرات من الأمور، فدائمًا ما يرى صاحب العمل أنَّ الشّاب هو أكثر الفئات العمرية قدرة على التّعامل مع الأمور التقنية والحديثة والتي تُطوّر من أداء العمل، وحتّى الاختراعات فإنَّها تبدأ مع العلماء من عمر الشّباب؛ لأنَّ ذلك هو العمر الذي يجد الإنسان فيه الطاقة والحماس، وعندما يُريد الإنسان أن يؤسسَ شيئًا ما للمُستقبل فإنَّه يمنحه للشباب.
fatma_al_marri
tr_fatmaalmarri