الدوحة  الراية:

استعرضت الجلسة النقاشية التي عقدتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع البيانات الطبية للعينات التي تم جمعها وتحليلها في معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة عن أهم الطفرات الجينية المسببة لأمراض القلب لدى المواطنين القطريين، مما سمح بربط هذه النتائج بخطط صحية وعلاجية تهدف إلى الوقاية من تفاقم عدد حالات الوفاة الناجمة عن هذه الأمراض وذلك في خطوة مهمة نحو تعزيز الصحة العامة في دولة قطر. وركزت الجلسة التي عُقدت ضمن فعالية الإعلان الرسمي عن معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، على استعراض المبادرات الرئيسية في مجال الرعاية الصحية الدقيقة في البلاد وأدارت الجلسة الدكتورة وضحى المفتاح، مدير قطر جينوم بمعهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة. وفي معرض حديثها عن الجهود التي بذلتها قطر على مدى العقد الماضي في دراسة تسلسل الجينوم العربي، أشارت الدكتورة المفتاح إلى تحقيق تقدم كبير، حيث تم تتبع تسلسل أكثر من 40 ألف جينوم بالكامل، وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة المفتاح على أهمية الدور الذي تلعبه هذه الإنجازات في تعزيز مكانة قطر دوليًا ووضع مشاريعها البحثية ضمن قائمة أبرز مشاريع الطب الدقيق على مستوى العالم. وخلال الجلسة قالت الدكتورة فاطمة كافود، القائم بأعمال مدير قطر بيوبنك بمعهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، أنه من خلال دراسة البيانات الحيوية التي تم جمعها على مدار السنوات السابقة في قطر بيوبنك تم اكتشاف عدد من المشاركين القطريين الذين يحملون طفرات جينية مرتبطة بأمراض القلب، والتي قد تؤدي لحدوث أمراض مثل الإصابة بالجلطات وتذبذب كهرباء القلب، وأكدت كافود على أنه من خلال تقديم خطط وقائية مبنية على الطب الدقيق والمتابعة الدورية للمرضى، يمكن تفادي حدوث الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض. وأضافت كافود: «في إطار الجهود المبذولة لمكافحة أمرض القلب، يستمر قطر بيوبنك في التواصل مع المشاركين وتقديم الدعم اللازم لهم، بما في ذلك توجيههم إلى مراكز العناية بالقلب للحصول على المتابعة الطبية اللازمة، وتنفيذ الخطط الوقائية المناسبة». وتناولت الدكتورة ريم السليمان، نائب رئيس قسم الوراثة الطبية بمؤسسة حمد الطبية خلال كلمتها أهمية الطب الدقيق في مجال اكتشاف الطفرات الوراثية المرتبطة بأمراض السرطان، وقالت إن الدراسات التي أجريت في مؤسسة حمد الطبية مكنتهم من اكتشاف الطفرات الوراثية المؤدية لأمراض مثل متلازمة سرطان الثدي، وأنه من خلال برامج وقائية مخصصة، يتم تقديم العناية الصحية المبكرة للأشخاص المعرضين للإصابة بهذا المرض. وأضافت: «يساهم الطب الدقيق في توفير الرعاية الصحية الشاملة والمبتكرة، مما يعزز الجهود المبذولة لمكافحة أمراض السرطان وتحسين فرص العلاج والشفاء منه، وبالتالي تعزيز الصحة والرفاهية للجميع». وتحدث في الجلسة النقاشية أيضًا كل من الدكتورة خلود الشافعي، باحثة في الجينات الوراثية في سدرة للطب، والدكتور لطفي شوشان، بروفيسور الطب الوراثي في وايل كورنيل للطب – قطر، وتمحورت النقاشات حول المكانة الفريدة والرائدة لدولة قطر في مجال الرعاية الصحية الدقيقة.