يحيا الإنسانُ في عالمٍ مُتسارعٍ فيه كثيرٌ من الصعوبات التي تعترض طريق التقدّم والنجاح؛ لذلك لا يستطيع أحدٌ المضي فيه، إلا إذا تميّز بالقوّة التي تُساعده على ذلك؛ فهذا العالم لا يعترف بالضعفاء الهزيلين، وإنما يعترف بالأقوياء النابهين، وعلى الإنسان أن يُنمّيَ مهاراتِه، ويهتم بذاته، ويتحلّى بالصفات التي تجعله قائدًا ناجحًا في حياته؛ حتّى يمضي بطريقه نحو القمّة بهمّةٍ عاليةٍ.
القائد هو الإنسان المُبدع الذي يأتي بالطُرق الجديدة؛ ليعملَ على تحسين العمل وتغيير مسار النتائج إلى الأفضل، والقائد الناجح هو الذي تظهر مهاراته في وضع وإعداد الخُطة، وفي طريقة تنفيذها، وهو مُتميزٌ في بثّ روح الحماسة والمُثابرة عند الآخرين.
أهم الصفات التي سوف نُركّز عليها هي:
فن التعامل مع الناس:
يقول بيلفر شتاين: (يظن كثير من رجال الإدارة أن العَلاقات الإنسانيّة فصل في كتاب تنظيم العمل، وهم في هذا مُخطئون، فالعَلاقات الإنسانيّة هي كل الكتاب).
مهارات وفنون التعامل مع الناس هي:
1- فَهْم الناس والاتصال معهم.
2- الاهتمام بالإنسان.
3- التشجيع والتحفيز.
4- بناء جسور من العَلاقات الطيّبة.
لو نتحدّث عن أول مهارة هي:
فَهم الناس والاتصال بهم:
– هي الاستماع لهم والإنصات والإصغاء للآخرين، وأفضل طريقة لفهم الآخرين هي الإنصات العاطفي، التي تقوم على أن القائد لا بد أن ينصتَ للآخرين بكل جوارحه ويتعاطف معهم، والإنصات الذي يُحقق لك نقاطًا في عَلاقاتك مع الآخرين هو إنصات التقمص العاطفي، الذي يعتبر لبنةً للتعاطف مع مشاكل الآخرين واستشعار ما يحدث لهم بعين مُختلفة ومكان مُختلف، ولا بد أن يأخذ القائد باعتباره نقطة مهمة جدًا وهي عدم مُقاطعة المُتحدّث إلا أثناء النقاش بين الطرفين.
الإحساس بمشاعر الناس:
– فالإحساس بالمشاعر وشعور الناس بقرب المسافة بين القائد والمرؤوس، حيث يصبح القائد أكثر قربًا منهم ومعرفة بمشاكلهم، وعليه مُحاولة إيجاد الحلول المُناسبة لها، ومن هنا ينبغي الاستشعار بأحاسيس الناس ومشاعرهم، فأحوالهم أحيانًا تظهر في تصرفاتهم وتعاملهم، وحتى من النظرات، فمن هنا تأتي حكمة وحنكة القائد في مُلاحظتها والسعي لحلها قبل أن يبوحَ له بها صاحب الحاجة أو المسألة.
فَهم النفسية البشرية:
مع مُمارسة التعامل مع الناس يتولد لدى القائد القدرة على توقع ما يدور في أنفسهم، لأنه أصبح خبيرًا في تعاملهم وتصرفاتهم ورغباتهم وحركاتهم وكلامهم، ما يتوجب عليه التعامل مع كل شخص حسب ما يُناسبه، فأحيانًا يلاحظ القائد أحد الموظفين وقد شغله التفكير في أمرٍ ما وأصبحت تصرّفاته عشوائية أو انطفأت شعلة الحماس للعمل، لا بد للقائد ألا يتركَ الموضوع، لأنه سوف يؤثر سلبًا على المنظومة إذا كان من الكفاءات، وعليه لا بد أن يتدخلَ ويسأل ما السبب في التغيّر، ووضع الحلول الفورية، حسب الموقف، فهذا من شأنه زيادة الروابط الإنسانيّة، وبهذا الموقف لن يخسرَ القائد بل سيكسب مودة ومحبة موظفيه له وقيامه بواجبه الإنساني تجاههم، ولنا في صفات القائد بقية.. في الجزء الثاني.
fatma_al_marri
tr_fatmaalmarri