كتاب الراية

قادة المستقبل.. صفاتك كقائد (2)

كما نرى أن القائد الفعّال هو الذي يجمع بين الدقة في العمل والحرص عليها، وبناء شخصية قياديّة مُميّزة، ويحرص على عَلاقته بالآخرين، وهذه السلوكيات والأنماط القياديّة يضعها في قالب قيادي، ويُطبقه ويجب الأخذ منها، وحتى يكتمل القائد، نستكمل الجزء الثاني من صفات القائد.

المهارة الثانية:

الاهتمام بالإنسان :

من أولى الأولويات الاهتمام بإنسانية الإنسان، وإقامة أكبر وزن لإنسانيته، ويجب أن تُصانَ وتُحفظ، فالإنسانيّة والمشاعر والأحاسيس، يجب أن يحافظ عليها، لذا يجب علينا أن نعملَ على مُجتمعنا بكل معاني الإنسانية، فمُجتمعنا يحترم فيه الإنسان لكونه إنسانًا كرَّمه الله عزَّ وجلَّ، ومن هنا يجب أن نتعاملَ مع الإنسان بكل تواضع واحترام وتقدير وتعاون مهما كان مُستواه الوظيفي أو التعليمي أو الاجتماعي، وأن يكونَ التعامل معهم بكل ود ومودة ومحبة وعطف، فذلك يُقوّي الروابط الاجتماعيّة بين الناس ويُمتِّن التلاحم والتآلف.

هذا عن التعامل بشكل عام، ولكن كيف يكون التعامل ما بين القائد وموظفي الدائرة التي يعمل بها ؟ وكيف يترك التعامل أثرًا في نفوسهم؟

لطبيعة العمل في الدوائر وقضاء مُعظم الوقت في تماس مُباشر مع بعضهم، فالواجب أن يغلف الجانب الإنساني باستمرار، وأن تأخذ مسألة الاهتمام بالإنسان النصيب الأكبر في التعامل، فإذا فرغت العَلاقة في التعامل من الاهتمام بالإنسان أصبح الموضوع فارغًا من الجوهر والمضمون.

العمل على الروابط الإنسانية واحترام إنسانية الإنسان يوصل إلى أفضل وأروع التعامل الذي يؤدّي إلى بيئة عمل مثالية جاذبة مُريحة تبعث الراحة في النفوس والطُمأنينة والصدق في التعامل والتفاني والإخلاص، بشرط أن يلقى هذا التعامل قَبولًا لدى المُتلقين دون أن يؤخذ بسوء فَهم، وأن للقائد غاية أخرى من وراء ذلك التعامل الإنساني، ويجب أن يُطبقه الجميع بكل كفاءة، ويصبح منهج حياة وطبيعة إنسانية راسخة في النفس البشريّة.

ويمثل الاهتمام بالإنسان في عدة جوانب ومنها:

العاطفة الإنسانية:

وهو ما يُسمَّى بالذكاء العاطفي، لا بد من التعامل الإنساني في كافة التعاملات والمُعاملات، وأن يكون للعاطفة مكان ومُخاطبة العقل والقلب والوجدان والضمير معًا.

الثقة:

إن كسب ثقه العاملين في المؤسسة شيء عظيم ومُهم جدًا لمصلحة جميع الإدارة والعاملين فيها، فالمطلوب من القائد السعي الدؤوب من أجل أن يكون ثقة لدى موظفي الدائرة عن طريق العمل الجاد والصادق دون مُحاباة أو رياء ومحسوبية.

الوفاء والإخلاص:

أن يكون هناك انتماء حقيقي للمؤسسة التي يعمل بها ويشعر المرء بأنها لن تنسى جهوده وعمله وخِدماته وتضحيته في هذه الدائرة، بالتكريم المُستمر أثناء الخدمة وبعدها، ليكون لديهم انتماء حقيقي تجاه الدائرة وشعورهم بأنهم جزء لا يتجزأ من حياتهم ونقطة مُضيئة بها، وأيضًا أن يكون حافزًا لمن يعمل في الدائرة ولمن يأتي من بعدهم.

fatma_al_marri

tr_fatmaalmarri

تعليق واحد

  1. شكرا فاطمة المري على المقالة الرائعه صدقيني فيها الكثير والكثير والذي يجب ان يقال في شخصية الإنسان وحفظ المشاعر وإنسانيته من اجل عطاءه
    شكرا لاتكفي فاطمة المري يعطيكي العافية تسليط الضوء على هل الجوانب ضرورية جدا بعض المسؤولين وأصحاب القرار تفشت فيهم كثيرا من المظاليم وظلم البشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X