في اليوم العالمي للمتاحف.. مسؤولون: المتاحف وعاء للثقافة وفضاءات يتلاقى فيها البحث والتعليم

الدوحة – قنا :
يحتفي العالم في الثامن عشر من مايو من كل عام باليوم العالمي للمتاحف، الذي أقره المجلس الدولي للمتاحف بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” منذ عام 1977 من أجل الوقوف عند الدور الحيوي والبارز للمتحف كمؤسسة ثقافية تحفظ الشواهد المادية واللامادية للشعوب والحضارات.
وبهذه المناسبة تحيي “اليونسكو” وبدعم من المجلس الدولي للمتاحف غدا السبت اليوم العالمي للمتاحف 2024 تحت شعار “متاحف من أجل التعليم والبحث العلمي” من أجل التأكيد على أهمية المؤسسات الثقافية في توفير تجربة تعليمية شاملة.
وفي هذا الصدد، أجمع عدد من المسؤولين في قطاع المتاحف، والقطاع التعليمي، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، على أهمية تكامل الأدوار بين المتاحف والمؤسسات التعليمية، من أجل بناء المعرفة، وتعزيز الفضول والإبداع والتفكير النقدي، فضلا على كون الاحتفاء هذا العام بالتعليم والبحث، هو مناسبة لحث كل الشركاء في توفير منصة للاستكشاف ونشر الأفكار الجديدة.
وفي هذا الصدد، قال السيد سالم عبدالله الأسود نائب مدير متحف الفن الإسلامي للتعليم وتوعية المجتمع لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن المتاحف ليست مكانا لحفظ القطع الأثرية فحسب، لكنها في الوقت نفسه مراكز ثقافية وتعليمية.
وأشار إلى أن متحف الفن الإسلامي يسعى دائما إلى تطوير برامجه بما يتوافق مع مناهج التعليم في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ووضع برامج لتوسيع آفاق المشاركين وتزويدهم بالمعرفة عن الفنون الإسلامية.
ولفت إلى أن متحف الفن الإسلامي ينظم عددا من البرامج، وأهمها “برنامج اكتشف” الذي يقام للفنانين القطريين، في رحلات خارجية للتعرف على الفنون الإسلامية، بالإضافة إلى “برنامج سفير المتحف”، وهو موجه لطلاب المرحلة الثانوية، فضلا عن “برنامج ارسم”، لطلاب المرحلة الابتدائية.
وعدّد أيضا عددا من البرامج التي ينظمها المتحف، من قبيل “تحدي قراءة القصة” لطلبة المرحلة الإعدادية، مبينا أن جميع هذه البرامج تستهدف جميل المراحل التعليمية، بالإضافة إلى تنظيم برامج بالتعاون مع مؤسسات ووزارات الدولة الأخرى.
وتابع نائب مدير متحف الفن الإسلامي للتعليم وتوعية المجتمع: بما أننا نحتفي هذه الأيام باليوم العالمي للمتاحف، فإن متحف الفن الإسلامي سيقيم نشاطا كبيرا عبارة عن ورشة عمل حول أنماط الزخرفة الإسلامية، بالتعاون مع النحات وفنان الهندسة آدم وليسامسون، حيث إن الورشة التي تحمل عنوان “اليوم العالمي للمتاحف: الأشكال والبُنَى” ستستكشف محاولة إعادة بناء الهياكل ثلاثية الأبعاد الموجودة في الهندسة المعمارية مع أنماط مستوحاة من الفن الإسلامي، إذ سيعمل المشاركون معًا على بناء هيكل من مئات العصي ومواد أخرى مستوحاة من الأنماط الإسلامية، وهي مفتوحة لجميع الأعمار، وستقام في ردهة متحف الفن الإسلامي بتاريخ 22 مايو 2024.
من جانبه، أكد السيد عبدالله يوسف الملا، مدير متحف قطر الأولمبي والرياضي 3 ـ 2 ـ 1 في تصريح مماثل لـ”قنا” على أهمية دور المتاحف في نشر الوعي بين أفراد المجتمع والثقافة المتحفية والحفاظ على “الإرث الكبير” للأجيال القادمة وذلك من خلال التعاون مع مجموعة من الأطراف العلمية والبحثية والمتحفية مثل جامعة قطر وجامعة حمد خليفة في مؤسسة قطر للعلوم وتنمية المجتمع.
وقال الملا في هذا السياق: نحن في متحف قطر الأولمبي والرياضي دائما نشدد على إيصال 3 رسائل للزائر وهو أن المتحف منارة ومركز ثقافي وتعليمي أولا، فضلا عن إبراز دور الدولة في الاستثمار في الكوادر القطرية لخلق جيل مؤهل لحمل راية الإبداع لتنظيم الفعاليات المتنوعة، والاستفادة من البُنى التحتية من طرق ومنشآت تخدم الاستضافات على أكمل وجه، وأخيرا، عرض الإرث الكبير الذي نتحصل عليه من خلال إقامة البطولات والدورات العالمية.
وأضاف: انطلاقا من شراكات متاحف قطر مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، يبرز الاهتمام بأن يكون للمتاحف دورا حيويا في إثراء العملية التعليمية وإنشاء ثقافة استكشاف المتحف لدى المجتمع وكذلك تسليط الضوء على ما تم إنجازه من ربط الماضي بالحاضر وبناء للمستقبل عبر إقامة برامج وفعاليات علمية متطورة تساهم في زيادة الوعي بما يتناسب مع مختلف المراحل السنية.
ولفت في الوقت نفسه إلى أن متاحف قطر تقوم بدور مهم في دعم ملف دولة قطر في استضافة تنظيم دورة الألعاب الأولمبية 2036 وتأكيد جاهزية دولة قطر.
وأشار عبدالله يوسف الملا، إلى أن متحف قطر الأولمبي والرياضي 3 ـ 2 ـ 1 ـ، عضو في شبكة المتاحف العالمية التابعة للجنة الأولمبية الدولية ولديه اتفاقيات مع متاحف عالمية، حيث إن الراغب في إجراء بحوث، سيتمكن من خلال متحف قطر الأولمبي والرياضي إلى الوصول إلى ما يريد من معلومات، بالإضافة إلى أن مكتبة المتحف فيها أكثر من 8 آلاف كتاب يعنى بالرياضة، سواء من التاريخ القديم أو المتوسط والحديث.
وتابع في هذا السياق: بإمكان الباحثين في شهادة الدكتوراه، الحصول على كافة المعلومات سواء كانت في مكتبة متحف قطر الأولمبي والرياضي أو الجهات التي نتعاون معها.
من جانبه، نوه الدكتور عثمان محمد خنجي، مساعد مدير جامعة فرجينيا كومنولث في تصريح مماثل لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، بأن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمتاحف يسيران جنبًا إلى جنب في أهدافهم ويخدمون عملية التعلم والبحث.
وقال خنجي : إن جامعة فيرجينيا كومنولت، على مر السنين كانت مفتوحة، حيث يتم تخريج الدفعات الواحدة تلو الأخرى.. حيث يعمل خريجو الجامعة سواء في المتاحف أو في قطاعات أخرى مختلفة.
وأعرب خنجي عن فخره بأن مشاريع التخرج، أصبحت مشاريع نابضة بالحياة، مما يؤكد على قوة العملية التعليمية، فضلا عن استفادة عدد من طلاب الجامعة من برنامج الإقامة الفنية الذي تنظمه “مطافئ: مقر الفنانين”، وهو الأمر الذي يبين مدى العلاقة بين المتاحف ومحيطها التعليمي والأكاديمي.
بدورها أكدت السيدة سميرة مال الله الحرمي، خبير أول توجيه رياض أطفال بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، على أهمية إثراء العملية التعليمية من خلال المتاحف، وذلك باستفادة الطلاب من بعض التدريبات والورش التي يتعلم فيها الطفل أو الطالب كيفية البحث العلمي والتعرف على مقتنيات المتاحف.
وأشارت إلى أن العملية التعليمية هي عملية تكاملية ما بين التعليم والمتاحف، وهي ليست مقصورة فقط على الدروس المبثوثة في ثنايا الكتب، بل يثريها الزيارات الميدانية أيضا.
ونوهت سميرة الحرمي إلى أن عددا من المناهج بها دروسا عن المتاحف، حيث إن الرؤية البصرية في المتاحف لها دورها في التعلم، مما يثبت المعلومة، وفق الدراسات العلمية.