الدوحة- عبدالمجيد حمدي:

حذّر عدد من الأطباء من تناول مرخيات العضلات التي يلجأ إليها البعض لمواجهة آلام العضلات أو تشنجاتها دون استشارة الطبيب، مطالبين بضرورة أن يتم ربط صرف هذه الأدوية من الصيدليات بوجود وصفة طبية من أحد الأطباء، وذلك حرصًا على صحة الجميع لأن البعض يسيء استعمالها ما يؤدي لمضاعفات خطيرة.

وأكدوا لـ الراية أنه في أغلب الأحوال يتم استعمال هذه الأدوية لتخفيف آلام العمود الفقري المزمنة في الرقبة والظهر، ويعاني منها قطاع كبير من أفراد المجتمع، موضحين أن هناك العديد من الآثار الجانبية المحتملة التي قد ترافق تناول مُرخيات العضلات مثل النعاس والصداع والتعب واضطرابات واختلال في السير والدوخة أو الدوار و بطء ردة الفعل، كما يُنصح من يعانون من مشاكل في الكبد ‏أو الكلى ‏أو القلب، بتجنب هذه الأدوية أو استخدامها بحذر.

وأكدوا أنه يمكن أن يؤدي التعود على تناولها إلى الإدمان بحيث لا يستطيع الإنسان الحياة بدونها لأنها في المقام الأول تؤدي لتسكين الآلام وبالتالى يكون البعض قد اعتاد عليها لمواجهة هذه الآلام التي لا يستطيع التخلص منها مشددين على أهمية وضع التشخيص الدقيق أولًا ومعرفة المُشكلة للمريض وعدم التعامل مع الأعراض بل من الأوْلى التعامل مع سبب المشكلة الرئيسي.

ونوهوا بأنه عند الاضطرار لاستعمالها فإنه يفضل استخدامها لأقصر وقت ممكن، كما أنه من الضروري إبقاؤها بعيدًا عن متناول الأطفال، موضحين أن الاعتماد على مُرخيات العضلات لفترة طويلة يؤدي إلى أن يجعل عضلات الجسم تعتمد على هذه العقاقير باستمرار وفي حال توقفها فإنها تتشنج مرة أخرى، ما يجعل الإنسان معتادًا عليها ولا يكاد يستطيع النوم بدونها في حين أنه يشتري الضرر لجسمه بإرادته.

د. سامر زيتون: ضرورة صرفها بوصفة طبية

أكد الدكتور سامر زيتون استشاري العظام بمستشفى «ذا فيو» أن مُرخيات العضلات يجب ألا تصرف إلا بوصفة طبية لأنها تسبب الكثير من الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤثر على القدرات الحركية للإنسان، فهي على سبيل المثال تؤدي للنعاس والشعور بالنوم وبالتالي عدم القدرة على التركيز.

وتابع: إن الاعتماد على مُرخيات العضلات لفترة طويلة يؤدي إلى أن يجعل عضلات الجسم تعتمد على هذه العقاقير باستمرار، وفي حال توقفها فإنها تتشنج مرة أخرى، ما يجعل الإنسان معتادًا عليها ولا يكاد يستطيع النوم بدونها في حين أنه يشتري الضرر لجسمه بإرادته.

وتابع: إن استعمال مُرخيات العضلات يكون في حالات محددة يقررها الطبيب لعلاج التشجنات العضلية، فلا يمكن على سبيل المثال علاج التشنج العضلي الناتج عن ممارسة الرياضة بهذه الأدوية ولكن في الغالبية العظمي يتم استعمالها في آلام العمود الفقري، ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف الطبيب وبجرعات وأوقات محددة يتم بعدها التوقف عن استعمالها. وأضاف: إن عقاقير تسكين الألم ومُرخيات العضلات ليست سوى جزء واحد في خطة للعلاج، والسيطرة على آلام الظهر أو آلام العمود الفقري ككل، وإن الجزء الأهم يقع على عاتق المريض من خلال التركيز على العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية، وفقدان الوزن الزائد واتّباع طريقة سليمة في الحركة، وأيضًا الخضوع للإجراءات الطبية المناسبة مثل الحقن والمناظير.

د. محمود الدريني: تأثيرات ضارة على القلب والأوعية الدموية

حذر الدكتور محمود الدريني -استشاري طب الأسرة- من الإفراط في تناول مُرخيات العضلات التي يلجأ إليها البعض، لمواجهة آلام العضلات أو تشنجاتها أو آلام العمود الفقري بالظهر أو الرقبة، موضحًا أن الاستمرار في استعمال هذه الأدوية لفترات طويلة قد يؤدي إلى أضرار كبيرة على الكُلى ووظائف الجسم المُختلفة.

وتابع: إن البعض يلجأ لهذه الأدوية لتهدئة أو علاج الشد العضلي وعادة ما تُستعمل مقرونة بمسكنات الآلام لافتًا لأهمية استعمال هذه العلاجات تحت إشراف الطبيب فقط، الذي يصفها اعتمادًا على مستوى الألم.

وأشار إلى أنه على الرغم من فائدة هذه الأدوية في تهدئة آلام العضلات إلا أن لها تأثيرات ضارة على القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي لذلك، من الضروري أن يراجع الطبيب تاريخ المريض المُتعلق بالجهاز الهضمي والقلب قبل وصف هذه العقاقير كما أنه يُحظر على أي شخص استعمالها من تلقاء نفسه دون استشارة طبية.

وتابع: إنه من الضروري أن يدرك من يتناول مُرخيات العضلات قواعد السلامة والأمان و آثارها الجانبية، موضحًا أنه غالبًا ما تستخدم هذه الأدوية في المقام الأول لعلاج آلام العمود الفقري المزمنة، موضحًا أنه بالإضافة إلى تأثيرها المُرخي للعضلات، فهي تساعد على تثبيط الإشارات العصبية في الدماغ والحبل الشوكي، ما يساعد على كسر دورة الألم والتشنج.

وتابع: إن الألم يتسبب في زيادة تشنج العضلات، وهذه التشنجات بدورها تسبب المزيد من الألم، ما يُدخل المريض في دورة مفرغة من الألم والتشنج التي يمكن كسرها عبر تناول مُرخيات العضلات.

د. آلان حديد: حل المشكلة المرضية بدلًا من المسكنات

حذّر الدكتور آلان حديد استشارى تقويم العمود الفقري بمجمع «ريحان الطبي» من الإفراط في استعمال مُرخيات العضلات دون استشارة الطبيب المعالج، لافتًا إلى أن الغالبية العظمى من مستخدمي هذه العقاقير عادة ما يعانون من مشاكل وآلام العمود الفقري، وبالتالي يلجؤون لاستعمالها أملًا فى تخفيف الآلام حتى بدون الرجوع للطبيب.

وقال: إن هناك العديد من الآثار الجانبية المحتملة التي قد ترافق تناول مرخيات العضلات الهيكلية، مثل النعاس والصداع والتعب واضطرابات واختلال في السير والدوخة أو الدوار وبطء ردة الفعل، كما ينصح من يعانون من مشاكل في الكبد ‏أو الكُلى ‏أو القلب، بتجنب هذه الأدوية أو استخدامها بحذر.

وأكد أن هذه الأدوية قد تتسبب في تباطؤ وظائف الجهاز العصبي المركزي وبالتالي تثبيط ردود فعل الجهاز العصبي المركزي، وهذا التأثير قد يسبب أعراضًا مثل النعاس واضطرابات السير وبطء ردة الفعل، ما يزيد من خطورة السقوط والإصابات خاصة عند كبار السن.

وأشار إلى أنه يمكن أن يؤدي التعود على تناولها والإفراط في جرعات مرخيات العضلات إلى الإدمان بحيث لا يستطيع الإنسان الحياة بدونها، لأنها في المقام الأول تؤدي لتسكين الآلام، مشددًا على أهمية وضع التشخيص الدقيق أولًا، ومعرفة مشكلة المريض وعدم التعامل مع الأعراض، ولكن من الأولى التعامل مع سبب المشكلة الرئيسي. ولفت إلى أنه في حال اللجوء لاستعمالها فإنه يفضل استخدامها لأقصر وقت مُمكن، كما أنه من الضروري إبقاؤها بعيدًا عن متناول الأطفال، موضحًا أنه في حال كان أي شخص يتناول هذه الأدوية لفترة طويلة، فلا يجب التوقف فجأة عن تناولها، بل يُنصح بالتدرج عبر تقليل الجرعة بشكل يومي إلى أن تصل إلى أقل جرعة ثم التوقف عن تناولها نهائيًا، حيث إن التوقف المباشر والمفاجئ قد يسبب ظهور عدة أعراض انسحابية مثل الغثيان والقيء وصعوبة النوم.