جنيف – قنا:
شاركت دولةُ قطر في الجلسة النقاشيّة التي نظمها المكتبُ الإقليمي لمُنظمة الصحة العالميّة لشرق المُتوسط في جنيف تحت عنوان «من الأزمة إلى الفرصة: الصحة في إقليم شرق المتوسط». مثل دولة قطر في الجلسة النقاشيّة سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة. وفي كلمتها خلال الجلسة، أكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري أن دولة قطر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، تولي اهتمامًا كبيرًا بالتعاون الدولي والتضامن في مُساعدة الدول والشعوب والمُجتمعات التي تُعاني من الأزمات الإنسانيّة.
وأشارت إلى إعلان حضرة صاحب السمو أمير البلاد المُفدى، في افتتاح مؤتمر الأمم المُتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموًا عن تقديم مُساهمة مالية بإجمالي مبلغ 60 مليون دولار لدعم عملية التنمية في البلدان الأقل نموًا. وقالت إن النزاعات الحاليّة تسببت في مُعاناة هائلة للناس، ما أدّى إلى تفاقم حالة البنى التحتية الصحيّة الهشة في البلدان المُتضرّرة من النزاعات، وترك الآلاف في حاجة ماسة إلى الرعاية الطبية والحصول على الخِدمات الأساسيّة. وأكدت سعادتها على ضرورة إعطاء الأولوية لإعادة بناء النظم الصحيّة في البلدان التي تُعاني من النزاعات، وضمان أن تكون مُنصفةً وعادلةً ومُستدامةً ومُجهزةً لتلبية احتياجات سكانها حاليًا وفي المُستقبل القريب.
وأوضحت أن الصحة أساسية لدفع عجلة السلام والتصالح في المِنطقة، فالصحة لا تعرف حدودًا أو عوائق، وأنها حق إنساني عالمي يتجاوز السياسات والأيديولوجيا، ومن خلال الاستثمار في الصحة وتعزيز التعاون، يمكن تعزيز التفاهم والثقة والتعاون بين الدول، وإرساء أسس السلام والاستقرار الدائمين. وشددت سعادتها على أهمية التنسيق بين الدول الأعضاء لتبادل الدروس والحلول المُبتكرة والخبرات للتعامل مع التهديدات المُستمرة للأمراض غير الانتقالية ومُقاومة مُضادات الميكروبات والأمراض الناشئة والأزمات الإنسانية. وأكدت أيضًا على أهمية استثمار بلدان إقليم شرق المتوسط للموارد والخبرات المُتاحة، بما في ذلك المُساهمات القيمة للشباب والقوى العاملة الصحية والباحثين وصانعي السياسات والمُجتمعات ككل، مُشيرة إلى أنه من خلال تسخير قوة الشراكات والاستثمار في التعليم والبحث والتطوير، يمكن تحقيق التقدّم في العلوم والتكنولوجيا وتسريع تحقيق أهداف التنمية المُستدامة في المنطقة وخارجها. ودعت إلى تبنى رؤية جريئة لمُستقبل الصحة في إقليم شرق المتوسط بحيث تكون رؤية تتميّز بالمرونة والابتكار والإنصاف، مؤكدة أنه بالعمل الجماعي يمكن تحويل المحن إلى منح وفرص، ورسم مسار نحو مُستقبل أكثر صحةً وازدهارًا للجميع.
وخلال حلقة النقاش استعرضت سعادة وزير الصحة العامة جانبًا من الإنجازات المُميزة في دولة قطر بما فيها الابتكار في الرعاية الصحيّة، والقوى العاملة الصحية، والصناعات الدوائية. ومن جهة أخرى، اجتمعت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة، أمس، مع سعادة السيد سليمان الدخيل مُدير عام مجلس الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدكتورة كاتارينا بويمي المُدير العام المُساعد المعني بالعَلاقات الخارجيّة والحوكمة بمُنظمة الصحة العالمية، كل على حدة، وذلك على هامش مُشاركة سعادتها في أعمال الدورة السابعة والسبعين لجمعية الصحة العالميّة.
جرى خلال الاجتماعين، استعراضُ أوجه التعاون بين دولة قطر وكل من مجلس الصحة لدول مجلس التعاون، ومُنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى أبرز الموضوعات التي تُناقشها جمعية الصحة العالمية، التي تبدأ أعمالها اليوم في جنيف بسويسرا، وتستمر حتى 1 يونيو المُقبل.