نيقوسيا – قنا:

أكدَ السيد ستافروس ستافرو، رئيس غرفة التجارة والصناعة القبرصيّة، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، إلى جمهورية قبرص تُمثل فرصةً لتعزيز العَلاقات الاقتصاديّة بين البلدين، واستكشاف مزيدٍ من فرص التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة.
وقالَ ستافرو في تصريحٍ خاصٍ لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: إن الزيارة ستُسهم في تقييم الوضع في قبرص، بما يُساعد في تطوير العَلاقات وتعزيز روابط الصداقة والعَلاقات الدبلوماسيّة، التي تعتبر أساسيةً لتعزيز التعاون الاقتصادي، من خلال خلق بيئة مواتية لتوقيع اتفاقيات تِجاريّة وإقامة شراكات اقتصاديّة، مُضيفًا: «نتوقع الكثير من زيارة سمو الأمير، فيما يتعلق بالعَلاقات التِجاريّة والاستثماريّة».
ولفتَ إلى أن زيارة سمو الأمير ستُتيح الفرصةَ لرجال الأعمال القبارصة لسماع وفهم ما يتوقعه نظراؤهم القطريون من هذه العَلاقة، حيث إن فَهم هذا العامل أمر بالغ الأهمية في بناء الثقة بين الجانبين، مؤكدًا أن زيارة سموه تُعزّز مُستوى الثقة في الاستثمارات القطرية.
كما أكد أن التعاون التِجاري بين قطر وقبرص شهد نموًا خلال السنوات الثلاث الماضية، ولكنه لا يزال دون المُستوى المأمول، مُنوّهًا إلى أن البلدين يسعيان إلى تعزيز العَلاقات الاقتصاديّة واستكشاف فرص جديدة للاستثمار والتعاون.

 

وأردفَ رئيسُ غرفة التجارة والصناعة القبرصية قائلًا: «في السنوات الأخيرة، انخرطت قطر وقبرص في مُناقشات ومُبادرات مُختلفة لتعزيز عَلاقاتهما الاقتصاديّة».
كما بيّن أن السنوات الثلاث الماضية شهدت زيادةً في الواردات القطرية إلى قبرص، والتي تركزت أساسًا في بوليمرات الإيثيلين، ومركبات البناء الكبيرة، والهياكل الحديدية، في حين أن المُنتجات الرئيسية المُصدرة من قبرص إلى قطر أيضًا شهدت زيادةً وهي الأدوية المُعبأة وآلات خاصة بمُنتجات الألبان.
وتابعَ: «الواردات القبرصية من قطر ارتفعت من 691 ألف يورو في 2021 إلى 787 ألف يورو في 2022 وبحلول العام الماضي قفزت إلى 41.77 مليون يورو وهو ما يعكس تزايد النشاط التِجاري بين البلدين»، لافتًا إلى أن الصادرات القبرصيّة إلى قطر سجلت نموًا مُتواصلًا خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث ارتفعت من حوالي 5.8 مليون يورو في 2021 إلى حوالي 7.36 مليون يورو في 2022 لتصل إلى 7.43 مليون يورو في العام 2023.
وحول العَلاقة بين غرفتي التجارة والصناعة في البلدين، لفتَ إلى وجود اتفاقيات ومُبادرات تعاونيّة تهدف لتعزيز فرص التجارة والاستثمار بين البلدين، ففي عامي 2010 و2014، وقعت غرفة التجارة والصناعة القبرصية وغرفة قطر مُذكرات تفاهم لتعزيز العَلاقات الاقتصادية والتِجارية، وعلى مر السنين، تم تنظيم مُنتديات واجتماعات أعمال مُختلفة لتعزيز العَلاقات التِجارية الثنائية، وكانت آخر بعثة تِجارية قبرصية إلى قطر في عام 2022، بينما كانت البعثة القطرية إلى قبرص في عام 2023، ما مكّن الشركات القبرصية من عرض مُنتجاتها وخِدماتها، وفَهم سوقي الأعمال بشكل أفضل.
وأكدَ وجود استثمارات قطريّة في قبرص بصورة كبيرة، لا سيما في قطاعي العقارات والضيافة، لافتًا إلى أن قبرص تتطلع إلى إمكانية وجود مُشاركة اقتصادية أكثر قوة مع قطر، وبما يتماشى مع رؤيتها الوطنية 2030 لتنويع مِحفظتها الاستثماريّة على مُستوى العالم، وقال إن شركة الديار القطرية شاركت في العديد من المشاريع البارزة في قبرص، ما يُسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للجزيرة بالنسبة للمُستثمرين القطريين، كما قامت الخطوط الجوية القطرية بتوسيع رِحلاتها إلى قبرص، ما عزز التواصل والروابط الاقتصاديّة والسياحيّة بين البلدين.
وتابعَ: «تنظر قبرص إلى قطر باعتبارها شريكًا مُهمًا في الشرق الأوسط، مع إمكانية زيادة التعاون في قطاعات مثل الطاقة والتمويل والسياحة، ويعمل البلدان على تعزيز العلاقات التِجاريّة الوثيقة من خلال الاتفاقيات الثنائية المُختلفة ومُنتديات الأعمال».
ولفتَ إلى أن هناك عددًا من المشاريع يمكن أن يقوم بها البلدان، أبرزها المشاريع التعاونيّة في مجال الطاقة المُستدامة التي تُركز على الاستثمارات المُتبادلة بدلًا من العائدات الفورية، بهدف وضع قبرص حلقة وصل محورية بين الشرق الأوسط وأوروبا، ويؤكد هذا المسعى الالتزام بالمُساهمة في المُشاركة العالمية من خلال المُمارسات المُستدامة، إضافة إلى الاستثمار في مُنشآت الرعاية الصحية الحديثة التي تُقدّم خِدمات مُتخصصة، ما يوفر للقطريين خِيارًا جذابًا للرعاية الصحية في قبرص، ومن خلال الاستفادة من الأصول الفريدة لقبرص، مثل خبرتها في مجال الرعاية الصحية، وموقعها الاستراتيجي في أوروبا، والفهم العميق للثقافات المُتنوّعة، تهدف هذه المُبادرة إلى تلبية احتياجات السكان في المِنطقة على وجه التحديد في هذا الوقت الحاسم.
كما لفتَ ستافروس ستافرو، إلى توافر فرص للاستثمارات تتعلق بالأغذية وتهدف إلى تعزيز الاستدامة الذاتية القطرية وتبادل الخبرات، حيث تحظى صناعة مُنتجات الألبان بأهمية خاصة وتتطلب تقييمًا دقيقًا لوضع خُطة استراتيجية لتوسعتها، لافتًا إلى إمكانية تعزيز هذه الصناعة عبر الاستثمارات القطرية، ما يعود بالنفع على الطرفين والسوق العالمية.
وشددَ رئيسُ غرفة التجارة والصناعة القبرصية، في ختام تصريحه لـ «قنا» على أهمية الاستفادة من أفضل المُمارسات عندما يتعلق الأمر بالنفط والغاز، حيث يتم توظيف الشركات القطريّة في قبرص للعمل في صناعة النفط والغاز، كما أن هناك العديد من الشركات المُتطوّرة التي يمكنها بناء قاعدة في قبرص ودعم النظام البيئي من خلال الخِدمات.