نيويورك – قنا :

وصف أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة الذكاء الاصطناعي بأنه “أكبر ثورة منذ اختراع الإنترنت، وربما أكبر من ذلك”، محذرا في الوقت ذاته من مخاطر تقويضه للسلام والأمن الدوليين، وتهديد الخصوصية وحقوق الإنسان وتعطيل أسواق العمل.
وأوضح غوتيريش، في كلمة خلال مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف اليوم، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في دفع التنمية المستدامة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتحويل حياتنا إلى الأفضل، مبرزا أن منصة الذكاء الاصطناعي من أجل الخير التابعة للاتحاد الدولي للاتصالات “مثال رائع لكيفية دفع تبادل أفضل الممارسات عبر الحدود والقطاعات إلى تغيير ذي معنى”.
وقال:” إن عمل الاتحاد الدولي للاتصالات لبناء القدرات في البلدان النامية هو جزء مهم من جهودنا لمنع انقسام جديد في مجال الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يؤدي فقط إلى تفاقم التفاوتات القائمة”.
في مقابل ذلك، شدد غوتيريش على أن الذكاء الاصطناعي يفرض أيضا “مخاطر شديدة، وحتى وجودية” تتراوح من ترسيخ التحيزات إلى تقويض الثقة والتماسك الاجتماعي، وتعطيل أسواق العمل، وتهديد الخصوصية وحقوق الإنسان وحتى تعريض السلام والأمن الدوليين للخطر.
وأضاف أن “أدوات الذكاء الاصطناعي يتم نشرها اليوم مع القليل من حواجز الأمان والحذر”، مشيرا إلى أن وتيرة الابتكار تتجاوز القدرة على تنظيمه، ومؤكدا ضرورة أن توحيد الجهود لضمان عدم تمكين الذكاء الاصطناعي من تعزيز التفاوت.
كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة باقتراح الهيئة الاستشارية رفيعة المستوى بشأن الذكاء الاصطناعي بإنشاء مكتب للأمم المتحدة معني بالذكاء الاصطناعي والذي من شأنه أن يعمل بشكل طبيعي بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الدولي للاتصالات في جهوده لتعزيز نهج عالمي منسق ومتماسك ومتكامل للجميع.
وكان غوتيريش قد أعلن، في أكتوبر عام 2023، إطلاق هيئة استشارية رفيعة المستوى بشأن الذكاء الاصطناعي، ودعا إلى إجراء نقاشات عالمية حول إدارة هذه التكنولوجيا لضمان “تعظيم فوائدها للبشرية جمعاء، واحتواء المخاطر وتقليصها”.
وشدد على أن توصيات الهيئة الاستشارية ستصب في الاستعدادات لمؤتمر القمة المعني بالمستقبل المقرر عقده في سبتمبر المقبل، وعلى وجه التحديد في المفاوضات حول الاتفاق الرقمي العالمي المقترح.