راية الإسلام
أكدوا أن صيامه سُنة لغير الحاج.. دعاة لـ الراية :

«عرفة» من أجّل نفحات الله لعباده خلال العام

يوم يتجلى الله لأهل الموقف بالرحمات

تتنزل الرحمات وتُغفر الخطايا والسيئات

الدوحة – محروس رسلان:

أكدَ عددٌ من أهل العلم والدعاة أن الله جعل أفضل الأيام، العشر الأوائل من ذي الحجة، فحَرِيٌّ بمن أدركها أن يغتنمَها ويملأها بما يرضاه ربه، ويُكثر من العمل الصالح، لأن وقوعه في هذه الأيام أحب إلى الله. ونوّهوا بأن أفضل هذه العشر تاسعها، وهو يوم عرفة الذي يتجلّى الله فيه لأهل الموقف في عرفات، فيُباهي بهم ملائكته، ويُشهدهم على غفرانه لهم، فالأحق أن يجتهد المُسلم فيه بصالح الأعمال رجاء رحمة الله.

وأوضحوا أنه لأجل ذلك عظم أجر صيام يوم عرفة لغير الحاج، حيث يُكفّر الله تعالى به ذنوب سنتين، سنة ماضية وسنة مستقبلة؛ فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «‌صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالَّتِي بَعْدَهُ». (رواه مسلم).

وشددوا على أهمية المُداومة على الذكر الخاص بيوم عرفة والذي يتضمن إحدى أهم صيغ التوحيد والحمد، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».

الشيخ د. عبد العزيز آل ثاني: الاجتهاد بصالح الأعمال

أكدَ سعادة الشيخ د. عبد العزيز بن عبد الله آل ثاني، أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة في جامعة قطر، أن الحكمة من إطالة العمر وتقلب الزمان أن يذكر المُسلم ربه ويشكره بالقول والعمل والاعتقاد، حيث يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)، ويتفاوت أجر ذلك بتفاضل الأزمنة الواقع فيها. وقالَ: وقد جعل الله أفضل الأيام، العشر الأوائل من ذي الحجة، فحَرِيٌّ بمن أدركها أن يغتنمَها ويملأها بما يرضاه ربه، ويكثر من العمل الصالح لأنه أحب إلى الله وقوعه في هذه الأيام، لقوله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام، ‌العمل ‌الصالح ‌فيها أحب إلى الله، من هذه الأيام» يعني العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء» رواه ابن ماجه وغيره. وأوضحَ أن أفضل هذه العشر تاسعها، وهو يوم عرفة الذي يتجلّى الله فيه لأهل الموقف في عرفات، فيُباهي بهم ملائكته، ويُشهدهم على غفرانه لهم، فالأحق أن يجتهدَ المُسلم فيه بصالح الأعمال رجاء رحمة الله، ولذلك حث النبي عليه الصلاة والسلام على صومه لغير الحاج فقال: «صِيَامُ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»، رواه مسلم، وخص الصيام دون غيره من صالح الأعمال لعظيم أثره في الدارين، ولأنه عمل يستطيع المُسلم أن يجعلَه خالصًا لله على وجه التمام لخفائه.

وأبانَ أن العمل الصالح هو ما عُمِل بنية التقرّب لله، وصحبه الإيمان، وخلص لله، ووافقَ ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، حيث قال الله عزّ وجلّ: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا).

محمد الدوسري: دعاء التوحيد والتحميد أفضل أعمال يوم عرفة

يرى فضيلة الشيخ محمد بنيان الدوسري، الإمام والخطيب والداعية الإسلامي، أن أفضل عمل يوم عرفة هو المُداومة على الذكر الخاص بيوم عرفة، الذي يتضمن إحدى أهم صيغ التوحيد والحمد، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».

وقالَ: على المُسلم أن يلهجَ بهذا الذكر يوم عرفة، كما أنه لا يخفى على المُسلم أجر صيام يوم عرفة لغير الحاج، وما جاء في الندب إليه شرعًا، حيث يكفر ذنوب عامين، كما أن الصيام من أوفى الأعمال حظًا وأجرًا عند الله تعالى. وأضافَ: على الإنسان ألا يفوّتَ أجر صيام يوم عرفة، وليعلم المُسلم أن يوم عرفة والأيام العشر من نفحات الله التي ينبغي على المُسلم أن يتعرّض لها وأن يغتنمَها بالصيام والذكر والأعمال الصالحة كالصدقة والأضحية، وأن يدعو الله أن يغفر له وأن يشمله برحمته، فإنه لا يدري أي عمل يقبله الله تعالى منه. وشددَ على ضرورة الإكثار من الاستغفار، لأن عرفة يوم مغفرة، يغفر الله فيه لكثير من خلقه ويعتق كثيرًا من المُستغفرين من النار، قال الله عزّ وجلّ في كتابه العزيز على لسان نوح عليه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا).

سعيد مصطفى: أكثر يوم يعتق الله تعالى فيه العباد من النار

قالَ فضيلة الشيخ سعيد مصطفى، الإمام والداعية الإسلامي: إن أيام الحج، هي: يوم التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم القر، ويوم النفر الأول، ويوم النفر الثاني، وإن من أفضلها عند الله تعالى وأعظمها أجرًا يوم عرفة، فهو يوم يدنو الله تعالى فيه من العباد، ويُباهي بهم ملائكته، وهو أكثر يوم يعتق الله تعالى فيه العباد من النار؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: إِنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ ‌يَوْمِ ‌عَرَفَةَ. وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ. فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟». رواه مسلم

وأضافَ: ولا يُرى الشيطان في يوم أصغر ولا أذل ولا أحقر من يوم عرفة، لما يرى من تنزل رحمة الله تعالى، ومغفرة الله تعالى لعباده المؤمنين؛ فعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا، هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ، مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ. وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلَّا مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ». قِيلَ وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ ‌رَأَى ‌جِبْرِيلَ ‌يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ». رواه مالك في الموطأ.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X