الدوحة – الراية:

أطلقت الجمعية القطرية للفنون التشكيلية معرض «الصيف 2» 2024، بمشاركة أعمال لـ 77 فنانًا تشكيليًا من مواطنين ومقيمين، قدموا لوحات إبداعية تنتمي لأشكال فنية متنوعة بحضور كل من السيد يوسف السادة، رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، والسيد خالد السيد، مدير إدارة الشؤون الثقافية والفعاليات في كتارا، وعدد من المسؤولين والمهتمين وجمهور غفير من الفنانين والمثقفين والإعلاميين، وذلك في مقر الجمعية القطرية للفنون التشكيلية في كتارا مبنى 13.

من جانبه أوضح الفنان يوسف السادة رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، أن معرض الصيف 2 مناسبة لإثراء المشهد الفني في البلد، خصوصًا خلال هذه الفترة من السنة، حيث سيستمر في استقطاب الجمهور لمدة ثلاثة أشهر، وبذلك سيصحب الجمهور في عوالم 77 لوحة فنية تعرض مجموعة متنوعة من التجارب الفنية التي ترصد نظرة على تيارات مختلفة من الفن التشكيلي في قطر، بنيت على أساليب ومدارس متنوعة تستلهم مواضيعها من بلدان مختلفة الحضارات والتراث ومظاهر الحياة الاجتماعية والهوية الثقافية لخلق تكامل بصري معرفي غني للمتلقي.

وحول الأعمال المشاركة، فمن الواضح تنوع موضوعاتها وأساليبها الفنية، فالتماسك الأسري على سبيل المثال كان باديًا في لوحة الفنانة منى العنبري التي أوضحت أن استخدامها لقرص الشمس، جاء من أجل رمزية الدفء الذي يتركه الوالدان في حياة أبنائهما، والترابط الذي ينشده الجميع.

بينما اشتغل الفنان أحمد نوح على الموضوع نفسه بتقنية الميكس ميديا التي أتقنها في السنوات الأخيرة، وقال: «أردت الإشارة إلى دور الجدات في حياة الأسرة والأحفاد خاصة، بنوع الأقمشة التراثية التي وظفتها في اللوحة، حيث إن الجدات كن يخطن الأثواب، بالتزامن مع رواية القصص والحكايا، وهو ما عبر عنه الكلام في ثنايا الجرائد التي استعنت بها، حيث إن الجدة كانت الحضن الأول للأسرة».

إلى ذلك، فإن صراع الفنان مع اللوحة، وهذه الجدلية المتمثلة في اكتمال العمل الفني من عدمه، عبر عنها الفنان محمد الدوري بسفرة طعام، وضع داخلها «ممنوع اللمس» باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى ملصق آخر. ونوه الدوري بأن صراع الفنان مع اللوحة دائم، فإنه إذا انتهى من إنجاز لوحته، فإنه يعود إليها بالإضافة والتعديل، ولهذا فإنه حاول أن يرجع إلى الزمن، مؤكدًا أنه لا توجد هناك لوحة منتهية ولهذا لم يوقعها باسمه، في إشارة إلى أنه سيأتي عليها وقت بالتعديل عليها الإضافة والحذف.

فيما اتجهت أعمال الفنانتين مها المنصور، وسعيدة البدر إلى مناح أخرى، فعبرت مها المنصور عن القضية الفلسطينية بقطعة من فاكهة البطيخ بألوانها التي ترمز للعلم الفلسطيني، في حين سعت سعيدة البدر من خلال لوحتها الميكروفون الملطخ بدماء الغدر، إلى إبراز محاولات إخراس صوت الحق ونقل حقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة إسرائيلية.

وكان الأسلوب الواقعي له حضور قوي في المعرض، بالإضافة إلى بقية الأساليب الفنية التي كان لها أيضًا حظ وافر في عدد من الأعمال الفنية من تجريد وميكس ميديا، وغير ذلك. كما أن الاحتفاء بالتراث كان باديًا في أعمال الفنانين، سواء كان ماديًا من خلال البنايات الأثرية، أو غير مادي من خلال العادات والتقاليد والفروسية والصقارة، فضلًا عن حضور القضية الفلسطينية وتوثيق العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة المسلطة على المدنيين في قطاع غزة.