لشبونة – الراية :


لشبونة – قنا :

استضافت مبادرة “أنقذ الحلم” التابعة للمركز الدولي للأمن الرياضي، بالتعاون مع شركائها في برنامج “عبور الحدود من خلال الرياضة”، ومؤسسة “لازيو 1900 إيطاليا”، ونادي إشبيلية الإسباني، المؤتمر الختامي للبرنامج الذي عقد في مقر المركز الوطني للرياضة بمدينة لشبونة بالبرتغال، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للاجئين.
ومثل المؤتمر فرصة فريدة للمشاركين لتبادل رسائل إيجابية عن التكامل والشمول والتماسك والتسامح والتضامن وتسليط الضوء على قوة إرادة الشباب المجبرين على الفرار من أوطانهم نتيجة الصراعات، من أجل بناء حياة جديدة مفعمة بالأمل والنجاح في تخطي الصعاب.
وتناولت المناقشات التقدم الذي أحرزه البرنامج على مستوى المبادرات التي أطلقها على مدى ثلاث سنوات من أبرزها مبادرة “القادة المجتمعيين للإدماج عبر الرياضة في المجتمعات المضيفة”، ومبادرة “قادة الرياضة من أجل الإدماج في مجتمع اللاجئين”، إلى جانب استعراض الأنشطة الرئيسية والنتائج المنبثقة عن البرنامج.
وتبادل المشاركون في المؤتمر الرؤى حول الآفاق والأهداف المستقبلية للبرنامج الذي تم تنفيذه كإجراء تجريبي يعتمد منهجية عمل جديدة تتناسب مع الظروف الخاصة بكل بلد مضيف، مع التركيز على الفوائد التي تعود على اللاجئين وأصحاب المصلحة الداعمين لهم.
ويهدف برنامج “عبور الحدود من خلال الرياضة” إلى مساعدة اللاجئين في أوروبا، وتحديدا في البلدان الأربعة التي وقع الاختيار عليها والتي تشمل كلا من اليونان، وإيطاليا، والبرتغال، وإسبانيا، وذلك من خلال تسخير قوة الرياضة كأداة لإرساء السلم والتعايش بين مختلف الشعوب، وتكريس حق الجميع، بمن فيهم اللاجئون في الاستفادة من القيم النبيلة للرياضة.
وتزامن إطلاق البرنامج مع تزايد أعداد اللاجئين إلى أوروبا من خارج القارة واستجابة للتحديات والحوادث الأليمة للهجرة غير الشرعية والتي تؤكد أكثر من أي وقت مضى، على الحاجة لاعتماد تدابير مبتكرة ونهج منسق يهدف إلى استكشاف سبل جديدة لاستقبال وإدماج اللاجئين في المجتمعات باستخدام قوة الرياضة.
وأثناء تنفيذ البرنامج، عمل جميع الشركاء وأصحاب المصلحة واللاجئون معا على إنشاء مجموعات وطنية، وتطبيق أفضل الممارسات، إلى جانب تصميم وتنفيذ أدوات تعليمية جديدة تهدف إلى تمكين اللاجئين وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتسهيل اندماجهم في المجتمعات المضيفة.
بدوره، أكد السيد ماسيميليانو مونتاناري، الرئيس التنفيذي لمبادرة “أنقذ الحلم”، أن برنامج “عبور الحدود من خلال الرياضة” وجه رسالة واضحة مفادها أن الرياضة هي أداة مهمة للإدماج والتكامل لدى اللاجئين الشباب.
وأضاف أن “هذا المؤتمر الختامي يمثل تتويجا لسنوات من الجهد والعمل المتواصل بين الشركاء لاستخدام الرياضة كمنصة لتعزيز الصحة البدنية والعقلية لدى اللاجئين في البلدان المضيفة”.
من جانبها، قالت شكيبة شهيدي، لاجئة من أفغانستان ولاعبة كرة قدم في فريق هيستيا اليوناني: “الرياضة يمكن أن تغير العالم، وأعتقد أنه بفضل فريقي الرياضي أشعر بمزيد من الثقة للاندماج في المجتمع الجديد الذي أعيش فيه”.
وقالت بشرى شحادة، لاجئة من سوريا ولاعبة رماية: “بعد خمس سنوات من بداية الحرب، بدأت أبحث عن سلامي الداخلي ووجدته من خلال الرياضة”.
وأضافت: “الرياضة بالنسبة لي صمام الأمان الذي أستطيع من خلاله تحقيق أحلامي، لقد شاركت في مسابقات وطنية، ومن ثم أتيحت لي فرصة التقدم بطلب للحصول على منحة دراسية خارج بلدي، وبفضل الرياضة، حظيت بفرصة فريدة بعد حصولي على منحة تعليمية من مبادرة “أنقذ الحلم” تمكنت بفضلها من تحقيق أحلامي والعيش في البرتغال”.