بقلم/ م. محمد مبارك الصادق:

هي طاقةٌ مستخرَجةٌ من الطاقة الحركية للرياح بواسطة دوران عنفات الرياح؛ لإنتاج الطّاقة الكهربائية، وهي تعتبر من أنواع الطَّاقة الكهروميكانيكية. تعدّ طاقة الرياح أحد أنواع الطاقة المتجددة التي انتشر استخدامها كبديل للوقود الأحفوري، وهي طاقة وفيرة وقابلة للتجدّد، إلا أن وفرتها تختلف من موقع إلى آخر. وهي طاقة نظيفة متجددة لا ينتج عنها انبعاثات كمثل الغازات الدفيئة: (غازات الاحتباس الحراري) أثناء التشغيل، وهي تحتاج إلى مساحات متفاوتة على حسب حجم المحطة ونوع الأبراج المُستخدمة. لا ينصحُ بوضع عنفات الهواء في المناطق الحضريَّة؛ بسبب وجود عوائق تمنع الاستفادة من سرعات الرياح الجيدة، إلا أنَّها مجدية في المناطق الريفية، نظرًا لاتساع المساحاتِ، وأثرها على البيئة، عادة ما تكون أقلّ إشكالية من مصادر الطاقة الأخرى. ورغم إنتاجها الوافر بالمناطق ذات سرعات الرياح العالية إلا أن أحد عيوبها على نطاق المرافق هو أن ذروة إنتاجها لا تتوافق بالعادة مع ذروة الاستهلاك، ما لا يسهم في تقليل العِبْء على محطات إنتاج الكهرباء التقليدية أثناء ذروة الاستهلاك. أما على نطاق المنازل، فإن أكبر عيوبها أن الإنتاج من عنفات الرياح لا يحمل صفة الديمومة، ولتفادي ذلك يمكن الاستفادة من الإنتاج عن طريق ربطها بشكل مباشر بالشبكة العمومية للكهرباء، أو تركيب بطاريات لتخزين تلك الطاقة والاستفادة منها طوال اليوم. وبالعادة في الأنظمة الكهربائية خارج الشبكة (off-grid) على نطاق المنازل لا تُسْتَخْدَمُ طاقة الرياح منفردة دون وجود مصادر أخرى من أنواع الطاقة المتجددة، كالطاقة الضوئية مثلًا، حتى تدعم كلتاهما الأخرى، وتزيد من موثوقية إنتاج الكهرباء.

تتألفُ مزارع الرياح الكبيرة من المئات من عنفات الرياح الفردية التي ترتبط بشبكة لنقل الطاقة الكهربائية. طاقة الرياح البرية مصدرٌ غير مكلف وتنافسي؛ فهو أرخص من محطات الفحم أو الغاز أو الوقود الأحفوري. أما الرياح البحرية، فهي الأكثر ثباتًا وأشد من الرياح البرية، ولكن مزارع الرياح البحرية لها تكاليف بناء وصيانة مرتفعة عن المزارع العادية. ويمكن لمزارع رياح برية صغيرة أن توفر الكهرباء لمواقع معزولة خارج نطاق الشبكة الكهربائية.

بحسب إحصاءات عام 2013، فإنَّ الدنمارك هي أكثر دول العالم استخدامًا لطاقة الرياح، فهي تولد أكثر من ثلث احتياجاتها من الكهرباء من الرياح. كذلك 83 بلدًا في جميع أنحاء العالم، تستخدم طاقة الرياح؛ لتعزيز شبكات الكهرباء لديها. قدرة طاقة الرياح توسّعت بسرعة إلى 336 غيغاوات في يونيو 2014، لذلك إنتاج طاقة الرياح سجل حوالي 4% من إجمالي استهلاك الكهرباء في جميع أنحاء العالم، وهذه النسبة في زيادة مستمرة.

[email protected]