سانتياغو- وكالات:

في صحراءِ أتاكاما، أكثر الصّحاري جفافًا على كوكب الأرض، الواقعة في تشيلي، تزيّنت الكثبانُ الرمليَّة بزهورٍ بيضاءَ وبنفسجيّة في الأيام القليلة الماضية، بعد أمطارٍ مبكّرةٍ أحيت زهورًا في أوج فصل شتاء نصف الكرة الأرضيّة الجنوبي. وتُوصف صحراء أتاكاما بأنها «الصحراء المزهرة» مع تفتح بذور وبُصيلات مقاومة للطقس السيئ، وتحوّلها إلى أزهار كل بضعة أعوام خلال فصل الربيع. لكنّ أمطارًا غزيرة في الآونة الأخيرة، سببُها ظاهرة في الطقس معروفة باسم «النينيو»، جعلت الصحراء تزهر مبكرًا. وقال سيسار بيسارو رئيس قسم المحافظة على التنوع البيولوجي في المؤسسة الوطنية للغابات: إنَّ الإزهار الشتوي ليس كافيًا بعد لتُعد الصحراء رسميًا أنها «صحراء مزهرة». وأضاف بيسارو: إن من المتوقع هطول مزيد من الأمطار على مدى الأسابيع القليلة المقبلة، وهو ما قد يؤدّي إلى تفتح زهور في منطقة أوسع. وتابع: «في الوقت الحالي، علينا الانتظار». وحدث الإزهار المبكر في أتاكاما آخر مرة في 2015.

وصحراء أتاكاما واحدة من أكثر الأماكن المشمسة على كوكب الأرض، فالأمطار بها نادرة وتكاد تكون معدومة في كامل مساحتها البالغة 103 آلاف كيلومتر، حيث تستقبل أقل من مليمتر واحد من مياه الأمطار على مدار العام.

ويعتقد العلماء أنَّ مجاري المياه الجافة والمسطحات الملحية الممتدة في بعض أجزاء من الصحراء كانت في الماضي جزءًا من أنهار صغيرة تكوَّنت بفعل مياه الأمطار، ولكنها جفّت تمامًا قبل 120 ألف عام.

ورغم الجفاف، تمتلكُ صحراءُ أتاكاما تنوّعًا جيولوجيًا كبيرًا، حيث تحتضن أكثر من 80 ينبوعَ مياه ساخنة تتصاعد أبخرتها طوال اليوم في مشهد خلاب يأتي الزوار من أنحاء العالم لمشاهدته، كما تضم بعض البراكين التي لا تثور إلا نادرًا ويمكن مشاهدتها عن قرب أيضًا.

وتضاريس «مرّيخ الأرض» الملونة بالوردي والأحمر تجعله صحراء غير تقليدية، كما أن الأصوات المميزة لمياه الينابيع الساخنة واحتكاكها بالجدران الصخرية، تجعل الصحراء وكأنها تعج بالحياة، أما الكائنات الحية التي تعيش عليها، فأغلبها من عائلة القوارض واللاما التي تعيش في أعالي الجبال، وبعض الطيور التي تنتشر أعشاشها، من بينها صقور الشاهين، وطيور النحام.