الدوحة – إبراهيم صلاح :

دعا عددٌ من مديري المدارس والتربويين الطلابَ المُسجلين على نظام التسارع للعام الأكاديمي 2023-2024 إلى ضرورة تنظيم الوقت خلال العُطلة الصيفيّة ما بين الدراسة والترفيه، للاستعداد لاختبارات الدور الثاني التي تنطلق في 25 أغسطس القادم مع ضرورة حرص أولياء الأمور على تهيئة الطلاب نفسيًا، وتشجيعهم المُستمر على الدراسة.

وأكدَ هؤلاء في تصريحاتٍ خاصّةٍ لـ الراية أهمية توفر الرغبة لدى الطالب قبل التسجيل في نظام التسارع، لأنها السبب الرئيسي للنجاح دون وجود أي ضغوط من ولي الأمر، فضلًا عن عدم الاعتماد على الملازم للدراسة، حيث تُعد أكبر خطأ ممكن أن يرتكبه الطالب، ويجب على الطالب الدراسة من الكتب وحل التدريبات والتقويمات إلى جانب الاستعانة بأوراق العمل المُتوفّرة على منصة قطر للتعلم.

ولفتوا إلى ضرورة حل الاختبارات السابقة للتدريب على نمط الأسئلة بما يؤهل الطلاب لأجواء الاختبارات، فضلًا عن تحديد نمط للمُراجعة ووضع الأسئلة والإجابات للتأكيد على المعلومة، مُشدّدين على أهمية عدم تأجيل الدراسة لنهاية العُطلة، مُطالبين بإعداد جدول زمني مُفصّل لدراسة كافة المواد قبل مُنتصف شهر 8 وتخصيص آخر عشرة أيام للمُراجعة المُكثفة.

وأعلنت وزارةُ التربية والتعليم والتعليم العالي عن فتح نظام التسارع للعام الأكاديمي 2023 – 2024 والسماح للطلبة من «جميع الجنسيات» الناجحين في اختبار الدور الأوّل للعام الأكاديمي 2023-2024 في المدارس الحكوميّة والمدارس الخاصّة التي تُطبّق المعايير الوطنيّة، بالتقدّم لاختبار الدور الثاني في نفس العام للانتقال لصف أعلى، وذلك في 30 يونيو الماضي. وتضمنت شروط التسجيل في نظام التسارع بالنسبة لطلبة المدارس النهاريّة، النجاح في الدور الأوّل بمُعدّل لا يقل عن (85%)، وبالنسبة لطلبة تعليم الكبار والمنازل، النجاح في الدور الأول بمُعدّل لا يقل عن (75%)، والصفوف الدراسيّة المسموح بها لنظام التسارع (من الصف الرابع إلى الصف التاسع لطلبة النهاري- ومن الحلقة الثانية لتعليم الكبار إلى الصف التاسع)، على أن يختبرَ الطالب في الصف التالي، وينتقل للصف الذي يليه مُباشرةً في حالة تحقيق النجاح في الاختبارات، ويكون الحد الأقصى المسموح به للطالب بالتقدّم لنظام التسارع (مرتين) فقط في جميع المراحل.

فهد الشمري: تهيئة الطالب نفسيًا للدراسة خلال العطلة

أكدَ الأستاذ فهد عقاب الشمري، مُدير مدرسة روضة راشد الابتدائيّة الإعداديّة الثانويّة للبنين، أهمية أن يكونَ لدى الطلاب المُسجلين لنظام التسارع الرغبة في خوض هذه التجرِبة، لتُكلل بالنجاح دون أي ضغوط من أولياء الأمور، مع أهمية تنظيم الوقت اللازم ما بين الدراسة والترفيه، وذلك خلال الفترة القادمة، لا سيما أن الاختبارات ستنطلق مطلع العام الأكاديمي 2024-2025 في 25 أغسطس القادم.

وقالَ: بعد تسجيل ولي الأمر في نظام التسارع عبر موقع الوزارة ستصله رسالة بالموافقة، وبعد ذلك يذهب إلى مخازن الوزارة للحصول على الكتب الخاصّة بالسنة الدراسيّة التي سيختبر فيها، وتكون الدراسة فقط من الكتاب المدرسي، ويجب حل التدريبات والتطبيقات، التي لن تخرجَ الاختبارات عنها، فضلًا عن إمكانية الاستعانة بأوراق العمل الموجودة على مِنصة قطر للتعلم.

وشددَ على ضرورة أن توفّرَ الأسرةُ الأجواء اللازمة للطالب للدراسة خلال العُطلة الصيفيّة، وتهيئته نفسيًا مع مُراعاة أن يحظى الطالب بالترفيه، ولا تكون العُطلة كاملةً للدراسة فقط، وذلك لتشجيعه المُستمر، مُحذرًا من الدراسة من الملازم التي تعتبر أكبر عدو للطلاب في ظل اعتقاد الطالب أنها ملاذه للنجاح، لا سيما أنها تعتبر أكبر مصيدة يمكن أن يقعَ فيها الطالب، ويفقد العديد من الدرجات، مع إمكانية رسوبه.

سالم الأحبابي: تنظيم الوقت بين الترفيه والدراسة

دعا الأستاذ سالم علي الأحبابي، مُدير مدرسة الكرعانة الابتدائيّة الإعداديّة الثانويّة للبنين، إلى أهمية تنظيم الوقت بين الترفيه والدراسة للطلاب المُسجلين في نظام التسارع، على أن يكونَ الترفيه موجودًا للطالب؛ ليكونَ حافزًا له للدراسة مع أهمية دور أولياء الأمور في تشجيع وترغيب الطالب، لأن نظام التسارع مُحفّز جدًا للطلاب المُتفوّقين الذين حصلوا على نسبة 85% وأعلى خلال اختبارات الدور الأوّل للصفوف من الرابع وحتى التاسع؛ بما يُمكنهم من الالتحاق بسنة دراسيّة أعلى من قرنائهم، وذلك في حالة النجاح في اختبارات الدور الثاني للسنة الدراسيّة التالية.

وقالَ: يتبقى قُرابة 55 يومًا على اختبارات التسارع، وبالتالي يجب أن يضعَ الطالب وولي أمره جدولًا زمنيًا للدراسة، بحيث يتم في أيامه دراسة كل مادة على حدة، على أن يستعينَ بأوراق العمل المُتوفرة على نظام قطر للتعلم، فضلًا عن إمكانية الاستعانة بالمراكز التعليميّة في البلاد للدراسة، موضحًا إمكانية أن يُسافرَ الطالب مع أسرته، مع الدراسة في نفس الوقت.

وأكد أهمية دراسة المنهج المدرسي بالكامل، ومن ثم المُراجعة النهائيّة، ثم التدريب على حل الاختبارات السابقة التي لها دور رئيسي في التفوّق، لا سيما مع اعتياد الطالب على أجواء الاختبار والأسئلة والحل، التي تعتبر مقياسًا للطالب للحصول على الدرجات، فضلًا عن البُعد عن المُنبهات، والنوم الجيّد وتصفية الذهن والتركيز فقط في الدراسة دون الانشغال بأي شيء آخر.

فهد المسلماني: عدم تأجيل الدراسة لنهاية العُطلة

طالبَ فهد المسلماني، الخبير التربوي، الطلابَ المُسجلين بنظام التسارع، بضرورة عدم تأجيل الدراسة لنهاية العُطلة، لا سيما مع زيادة حجم المادة الدراسيّة التي سيختبرون فيها، حيث إن الطالب سيختبر في «فصلين» لكل مادة دراسيّة، وهو ما يتطلب إعداد جدول زمني من الآن للبَدء في الدراسة، مع تخصيص وقت للترفيه والخروج مع الأصدقاء والعائلة.

وقالَ: يجب أن يُعدَّ الطالب جدولًا زمنيًا مُفصلًا لدراسة كافة المواد قبل مُنتصف شهر 8 ، وتخصيص آخر عشرة أيام للمُراجعة المُكثفة، على أن يُركزَ أثناء المُراجعة على وضع أسئلة وعلامات استفهام حول النقاط المُهمة في الدرس، ثم الإجابة عليها؛ حتى تنشط عملية التركيز، فضلًا عن الحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم، وذلك من 6: 8 ساعات يوميًا؛ وذلك حتى يتمكنَ الطالب من استكمال المُذاكرة، والمُراجعة، وتثبيت المعلومات التي حصل عليها، واتباع نظام غذائي صحي، والحرص على تناول الوجبات الخفيفة التي تحتوي على العناصر الغذائيّة التي يحتاج إليها الجسم؛ حتى تزيد من القدرة على التركيز، وبالتالي الاستمرار لوقت طويل في المُذاكرة، والتحصيل.

وأضافَ: هناك العديد من النصائح التي ينبغي على كل طالب أن يتبعها قبل فترة الامتحانات حتى يتمكنَ من رفع مُعدّل تركيزه، وبالتالي تزيد إنتاجيته في التحصيل، ومن ثم يحصل على أفضل النتائج المرجوة، وأهمها أن يبدأ الطالب بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى؛ لأنها سر التفوّق والاجتهاد، فضلًا عن تجنّب السهر لأنه يُسبّب الإرهاق، والتخطيط جيدًا لاستقبال مرحلة الاختبارات، وذلك عن طريق وضع جدول واقعي يكون مُشتملًا على المواد الدراسيّة المُقرّرة بشكل مُنظم ومُحكم، حتى يمكنه الالتزام به.