كتب – محروس رسلان:

وضعت جامعة قطر 6 مبادرات ضمن الهدف الأول من أهداف الاستراتيجية الجديدة، للسنوات من 2023 إلى 2027، المتمثل في تقديم برامج تعليمية مرنة ومحتوى وطرائق تدريس تتواءم مع محاور التميز في التعليم. وجعلت لها الأولوية في التنفيذ خلال السنوات الأربع.

وتتمثل هذه المبادرات في مراجعة برامج الدراسات العليا الحالية وتطويرها بما يتوافق مع احتياجات المجتمع والأولويات الوطنية، واستكمال محاور التميز في التعليم وإطار مؤهلات جامعة قطر، واستحداث إطار كفاءات لأعضاء هيئة التدريس، ومرجعية عملية التخطيط الأكاديمي، لضمان مرونتها وتلبيتها لاحتياجات سوق العمل والاتجاهات المُستقبلية، واستكمال زيادة مرونة الفرص التعليمية، واستكمال تنفيذ خطة مجتمع التعلم الشاملة لتعزيز التفاعل والانخراط بين الطلبة. وتمثلت مؤشرات الأداء الرئيسية المُتعلقة بتحقيق هذا الهدف في ثماني نقاط تضم: معدل رضا جهات العمل عن خريجي الجامعة، ومعدل رضا طلبة السنة النهائية عن التجربة الأكاديمية، ومعدل انتقال الطلبة من السنة الأولى إلى السنة الثانية، ونسبة البرامج المتوائمة مع إطار المؤهلات وسمات خريج جامعة قطر، ونسبة المُقررات التي فعّلت محاور التميز في التعليم، ومدة الاستجابة لاستحداث برامج ومقررات جديدة، ونسبة البرامج التي تمت مراجعتها وتحديث محتواها، وعدد البرامج والدرجات المرنة التي توفرها الجامعة بما يتواءم مع متطلبات سوق العمل.

وتضع الاستراتيجية الجديدة للجامعة 2023-2027 الأسس اللازمة لتحقيق طموحات الجامعة خلال السنوات الأربع المُقبلة، مع التركيز على رفع جودة التعليم الأكاديمي وفقًا للمعايير الدولية وتطوير برامج تعليمية تلائم التطورات التكنولوجية والعلمية الحديثة لتأهيل الطلاب لمواجهة التحديات المستقبلية بكفاءة.

وتركز الاستراتيجية الجديدة على دور الجامعة في مجتمعها المحيط، وأن تكون عُنصرًا فاعلًا ومؤثرًا في المجتمع، وتدفع الجامعة للعمل في اتجاه واحد وهو خدمة البلاد وتحقيق الأهداف الوطنية المرجوّة.

وشهدت عملية إعداد الاستراتيجية الجديدة للجامعة مشاركة واسعة من أطراف عديدة في الجامعة وخارجها، ما يعكس التزام الجامعة في تحقيق التميز والشمولية في جميع مجالاتها الأكاديمية والبحثية، وتبرز كيف أن الاستراتيجية ليست مجرد وثيقة، بل هي عملية تفاعلية تعبِّر عن طموحات وأفكار جميع المشاركين.

وتظهر الاستراتيجية التزام الجامعة بالاستفادة من مهارات وخبرات أعضائها، وتركز على كيفية أن تكون الجامعة بيت خبرة يُسهم بفعالية في تقدم ورقي المجتمع، لافتًا إلى الاعتماد على الكفاءات النوعية بالجامعة في إعداد الاستراتيجية.

وترى الجامعة أن رسالتها تتمثل في تحقيق الأثر النوعي للتعليم والبحوث ودعم التنمية، وقد استبقت الجامعة القيم الجوهرية التي تشكل المرجعية في الاستراتيجية الجديدة كما هي مع إضافة التأكيد على التعبير عن الأصالة بالهوية الوطنية العربية الإسلامية. وتقوم الاستراتيجية على أربعة مجالات رئيسية أولها التعلم وبناء الإنسان، وثانيها البحوث والاستجابة للتحديات الوطنية، وثالثها التنمية المجتمعية والاقتصادية، ورابعها المنظومة والثقافة المؤسسية.

وتسعى الجامعة من خلال محور التعلم وبناء الإنسان أن تقدم تعليمًا نوعيًا متمركزًا حول المتعلم يرفد المجتمع بكفاءات واعية ذات قيم وسمات تسهم في تعظيم أثرها النوعي ودورها الفعال.

ومن حيث البحوث والاستجابة للتحديات الوطنية تتطلع الجامعة لأن تتميز بأثرها النوعي في البحوث ذات الصلة بالتنمية الوطنية، والتي تدفع إلى الارتقاء بالمعرفة والابتكار. وعلى صعيد التنمية المجتمعية والاقتصادية، ستعمل الجامعة على تطوير منظومة شاملة في الابتكار والريادة والاستدامة ونقل المعرفة لتعزيز مساهمتها الفعالة في التنمية المجتمعية والاقتصادية الوطنية ارتكازًا على قدراتها التعليمية والبحثية والمؤسسية. وعلى مستوى المنظومة والثقافة المؤسسية، تعد الجامعة بتحقيق أعلى معايير الكفاءة والفعالية في منظومتها المؤسسية والتشغيلية.

هذا وتعتبر جامعة قطر المؤسسة التعليمية الرئيسية للتعليم العالي في الدولة وذلك منذ تأسيسها عام 1977، حيث تقف اليوم منارة للتميُّز الأكاديمي والبحث العلمي في المنطقة العربية.

وتلتزم الجامعة بتقديم تعليمٍ عالي الجودة في مختلف المجالات العلمية ذات الأولوية الوطنية. وفي إطار تحقيق هذا الالتزام، فإن الجامعة تهدف إلى تطبيق أحدث المعايير العالمية وتنفيذ أفضل الممارسات الأكاديمية في البرامج والكليات. ونتيجة لذلك؛ نجحت جامعة قطر في مبادراتها لنيل الاعتمادات الأكاديمية من قبل مختلف الهيئات العالمية الرائدة في الاعتماد الأكاديمي. تضم الجامعة 12 كلية هي: كلية الآداب والعلوم وكلية الإدارة والاقتصاد وكلية التربية وكلية الهندسة وكلية العلوم الصحية وكلية القانون وكلية الطب وكلية التمريض وكلية الصيدلة وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية وكلية علوم الرياضة وكلية طب الأسنان.