الدوحة – هيثم الأشقر:
نظمَ مركزُ شؤون الموسيقى التابع لوزارة الثقافة، ندوةً بعنوان «الموسيقى سينوغرافيا العرض»، وذلك بمُشاركة كلٍ من الفنان المؤلف الموسيقي خليفة جمعان، والفنان والمُخرج فالح فايز، والمُخرج المسرحي أحمد المفتاح. حيث أكدَ المُشاركون على أن الموسيقى في العروض المسرحيّة تكتسب أهميتها من منظور جمالي وآخر دلالي، كما أكدوا الحاجة إلى المؤلف الموسيقي الخاص، بينما مال البعض إلى الموسيقى الحية، مُستعرضين تجارِب مسرحيّة شكّلت فيها الموسيقى الفارق ورسخت في أذهانهم، مؤكدين أن هناك أعمالًا عانت ضعف استخدام الموسيقى، وأخرى طغت فيها الموسيقى على العرض. يُشار إلى الندوة كانت من تقديم الفنان فيصل التميمي، وذلك بحضور الفنان خالد السالم، مُدير مركز شؤون الموسيقى وجمهور من المُهتمين بالموسيقى والمسرح.
الإيقاع الموسيقي
في البداية استعرضَ الشاعر والمُلحّن خليفة جمعان أهمية استخدام الموسيقى في الأعمال الدراميّة، ليس فقط في المسرح، بل في المُسلسلات والأعمال التليفزيونيّة والسينمائيّة، لما لها من أهمية في التعبير عن الحالة الدراميّة في البناء الدرامي.
وأضافَ جمعان: إن استخدام الصوت في العرض المسرحي، يكون له وظيفة، فقرع الأرجل له وظيفة، ودق الطبول له وظيفة في التعبير عن الحالة الدراميّة. وبالتالي فالجملة الموسيقيّة بلحنها الخاص تستطيع أن تُعبّرَ عن الحالة الدراميّة بل وتزيد من إيقاعها ليس لدى الجمهور فحسب، بل لدى المُمثل أيضًا، حيث توصل إليه الإحساس وتُساعده في التعبير عن الحالة التي يُقدّمها، فالموسيقى التصويريّة الموحية مُهمة في العرض المسرحي، فإذا كان الشعر يفقد المعنى إذا فقد الصورة، فكذلك الموسيقى في المسرح إذا فقدت الحساسية التصويرية تفقد المعنى، وخصوصًا في المشاهد الانتقاليّة، حيث يجب مُراقبة إيقاع الموسيقى، بحيث ينسجم مع سرعة الحركة والحوار والاحتفاظ بالسرعة عند الذروة، وعند إعداد الإيقاع الأساسي مع بداية كل مشهد، والمُحافظة على الإيقاع العام في المسرحية.
البناء الدرامي
من جانبه، تحدثَ الفنان والمُخرج فالح فايز عن أهمية الموسيقى في العروض المسرحيّة، مؤكدًا أن الموسيقى عنصر مُهم من عناصر البناء الدرامي للعرض المسرحي، إذ يُعدّ أحد أهم عناصر الإيقاع المسرحي الذي لا تكتمل صورته النهائيّة بدونه، لأنه يأخذ على عاتقه مهمة ابتكار ألحان موسيقيّة جديدة تستطيع أن تؤدّي مهمتها في دعم وتعزيز الصراع الدرامي.
وأشارَ إلى أنه يُمكن استخدام الموسيقى من خلال وظائف الجسم، كالإيماءات، والحركات باليد أو القدم، لافتًا إلى أهمية الموسيقى الحيّة (اللايف)، التي تُرسل إشارات نوعيّة كذبذبات لتوهج الحدث ونقل الجوانب المُعتمة مُضيئةً إلى شعور المُشاهد، وأكد أن اللغة الموسيقية واحدة من أهم اللغات الفنيّة التي لها دلالاتها الواضحة في العرض المسرحي.
الموسيقى التصويريّة
بينما أشارَ الفنان والمُخرج المسرحي أحمد المفتاح إلى مُصطلحين رئيسيين في هذا الشأن وهما (الموسيقى التصويرية، والسينوغرافيا)، مُشيرًا إلى أن مُصطلح الموسيقى التصويريّة ظهر منذ فترة زمنيّة طويلة، حيث أصبحت الموسيقى عنصرًا أساسيًا في العمل المسرحي منذ فترة زمنيّة طويلة، حيث تنوّعت أشكالها ما بين الموسيقى الحيّة، والموسيقى التسجيليّة، وموسيقى بأدوات على خشبة المسرح، وأخرى بدون أدوات.
وأضافَ: مع ظهور السينوغرافيا، كانت تتضمن الملابس، والديكور والإضاءة، وفي بعض الأحيان كان الكثير من المُخرجين يربطون السينوغرافيا بحركة المُصوّرين وتفاعلهم، ومع الوقت صارت السينوغرافيا ترتبط بكل العناصر المسرحيّة، ودخلت فيها الموسيقى بقوة لتكون مُكونًا رئيسيًا في سينوغرافيا العمل المسرحي.
وقالَ المفتاح: إن مساحة الموسيقى تختلف من عمل لآخر، فهناك أعمال تطغى فيها الموسيقى على العمل، وأحيانًا أخرى تكون مُكملة، وفي بعض الأحيان يكون وجودها ضعيفًا ولا يكاد يذكر، موضحًا أنه أصبح هناك فنانون مُتخصصون في السينوغرافيا من ديكور، وتصميم ملابس، وطريقة إدراج المؤثرات الموسيقيّة في العمل.