نظرية الفناء هي نظرية فلسفية تقول إن الحياة هي عملية تدمير وتخريب لا نهاية لها. وطبقًا لهذه النظرية، فإن كل ما هو موجود في الكون هو في حالة من التحلل والتدهور، بما في ذلك الإنسان والثروة.
صاحب هذه النظرية هو الفيلسوف الألماني فريدريش نيچه، والذي قدم هذه النظرية في كتابه «هكذا تكلم زرادشت». وفي هذا الطرح فإننا نود إعادة الطرح بمفهوم من زاوية تحليلية إسقاطًا على الواقع المعاصر، فوفقًا للنظرية، فإن الحياة هي عملية تدمير وتخريب لا نهاية لها، وإن كل ما هو موجود في الكون هو في حالة من التحلل والتدهور. وتنص النظرية على أن هذه النظرية هي جزء من الطبيعة البشرية، وإنها تؤدي إلى تحفيز الإنسان على البحث عن المعنى والغاية في الحياة. وإسقاطنا المباشر هو دمج سيكولوجية السلوك البشري مع الثروة، حيث إن الثروة تخضع لنفس القانون، يمكن أن تفنى أو تتحلل بطرق مختلفة، مثل التضخم، التغيرات في السوق، الحروب أو الكوارث الطبيعية، الفساد والانحراف الأخلاقي، والتدهور الأخلاقي هذا قد يفنيها بشكل محسوس، ولكن تنص نفس النظرية على أن الشعور بالثروة يحصل أثناء الحصول عليها أو عند خسارتها، وبين هاتين الفترتين يختفي الشعور بالثراء نسبيًا، فالمعنى كذلك مختلف نسبيًا مع اختلاف طبيعة المجتمع لذلك لا بد من تعريف موضوعي للثروة فهي كل ما يملكه الإنسان من أموال أو أصول أو موارد أو قيمة مادية أو معنوية. يمكن أن تأتي الثروة من مصادر مختلفة مثل العمل، الاستثمار، الميراث، أو الابتكار. وتشمل الثروة الأموال، العقارات، السيارات، الأثاث، الأجهزة، والمجوهرات، وغيرها من الأشياء القيمة، الآن هذه المكونات يمكن أن تتباين كثروة من شخص لآخر، حيث يعتبر البعض أن الثروة هي امتلاك الكثير من المال، بينما يرى آخرون أن الثروة هي امتلاك الصحة الجيدة، والعلاقات العائلية القوية، أو الإنجازات الشخصية. في النهاية، الثروة هي مفهوم نسبي يعتمد على قيم واهتمامات كل شخص انطلاقًا من قيم المجتمع الذي يعيش فيه. في هذا السياق، يمكن اعتبار الثروة بحد ذاتها واحدة من أشكال الفناء، حيث إنها تتحلل وتفنى مع مرور الوقت أو أن تكون طرق الحصول عليها أو المحافظة عليها سببًا في إحداث الفناء بالشكل المجتمعي أو حتى الدولي، وهذا يتضح جليًا في سلوك القيادات السياسية والاقتصادية العالمية ظاهرًا في الحروب المتزامنة المتصلة والمرتبطة جذريًا مع نمو الإمبراطوريات المعاصرة، من الحربين العالميتين الأولى والثانية، ثم الحرب في شبه الجزيرة الكورية، مرورًا بحرب فيتنام، وصولًا إلى حرب الإبادة كما وصفتها المحكمة الدولية في غزة، والتي تعيدنا إلى مبدأ الطرح الأساسي وهو نظرية الفناء وارتباطها بالثروة مع تنوع أنواع الثروة من سلطة ونفوذ ومال، وأنها في النهاية وحسب النظرية تقود إلى فناء الثروة بحد ذاتها وبالتالي صانعيها والمدافعين عنها. ويمكن أيضًا اعتبار الثروة بحد ذاتها واحدة من أشكال الفناء لأنها يمكن أن تسبب الفساد والانحراف الأخلاقي، مما يؤدي إلى تدهور القيم الإنسانية والروحية والأخلاقية. في النهاية، فإن نظرية الفناء تقول إن كل ما هو موجود في الكون هو في حالة من التحلل والتدهور، بما في ذلك الإنسان والثروة. أما تأثير الثروة على التكوين النفسي والسيكولوجي للإنسان فيكون بطرق مختلفة، مثل الشعور بالرضا والاكتفاء، والشعور بالأمن والاطمئنان، الشعور بالكرامة والاحترام، والشعور بالسلطة والنفوذ، كما يقود للشعور بالقلق والتوتر، والشعور بالوحدة والعزلة والشعور بالذنب والندم أحيانًا. في النهاية، تؤثر الثروة على التكوين النفسي والسيكولوجي للإنسان بطرق مختلفة، ويمكن أن يؤدي امتلاكها إلى شعور إيجابي أو سلبي وتُبنَى على الثروة السلطة ثم السياسة والقيادة، فإذا كان الأمر إيجابيًا نما وإذا كان سلبيًا هدم وأفنى من حوله.