اختتم يونيو الماضي أيامه بخبر غريب مفاده: إن أجهزة الأمن في إحدى الدول ألقت القبض على مسؤولة، فضلًا عن إقالتها من منصبها لممارستها «السحر الأسود» .
حقيقةً، استوقفني الخبر طويلًا وتملكتني الدهشة لغرابته!!
فكيف يمكن لمُتعلم ومسؤول رفيع المستوى أن يخوض مع الخائضين ويرتكب كبيرة تُخرجه من الملة والدين؟!!
فالسحر كفرٌ وهو من السبع الموبقات نظرًا للآثار المؤذية التي يحفرها الساحر بعمق في روح المسحور.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ،
وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ» .
فالسحرُ قبل القتل في سُلّم الموبقات التي تهلك فاعلها وتدخله نار جهنم.
وسمي السحر الأسود بذلك لأنه عقدٌ على قتل المسحور بالطلاسم والعقد السوداء التي تتنافى مع الإيمان وتضر بالعقيدة وتخرج فاعلها من الملة.
وفي رأيي أن السحر الأسود الذي ينتهي بموت المسحور جسديًا بعد أن يمتص منه الحياة رويدًا رويدًا أخف وطأة من سحر التعطيل الذي يقتل الإنسان روحيًا ويُبقيه على قيد الحياة يُنصت إلى أنفاسه ويشهد على انهيار حياته بفعل حاقد حاسد كافر.
فالموتُ حقٌ علينا والسحر سببٌ من أسبابه، لكن تعطيل حياة الإنسان وهو على قيد الحياة وسلبه مقومات تلك الحياة -فلا يملك من أمر نفسه شيئًا- يجعلك تفكر في براءة أولئك الذين حرقوا السحرة أحياء في القرون الخالية.
وحقيقة لا أعلم ماهو عقاب الساحر في القوانين وماهو تصنيفه في عالم الإجرام؟.
لكني أعرف مما علمت و رأيت وسمعت بأنه يستحق الإعدام بلا شفقة أو رحمة..
فمن أعطى نفسَهُ حقًا بالتعامل من الشياطين -لتسليطهم على الناس وإيذائهم وبعثرة حياتهم- لايستحق أن يُنظر في أمره، بل الحكم عليه بأقسى العقوبات لأنه قاتل، وضحيته غير قابلة للدفن!.
وآخر دعوانا..اللهم عليك بالسحرة ومن يستعين بهم لتعطيل حياة الآخرين وسلبهم حقوقهم.. فإنهم لايعجزونك.