الدوحة -الراية :
أكَّدَ الدكتورُ فاتح بيرول، المُديرُ التنفيذيُّ لوكالة الطّاقة الدوليَّة، ضرورةَ خفض انبعاثات الكربون، بشكلٍ كبيرٍ؛ لتجنّب الآثار الكارثية للتغيُّر المناخي في العقود المقبلة.
وحذَّرَ الدكتورُ بيرول من أنَّ ظاهرة الاحتباس الحراري ستطالُ كلَّ القارات، ويجب على البلدان كافةً أن تتعاون على خفض استخدام الوقود الأحفوري، حيث إنَّ 80% من الانبعاثات المسببة للتغير المناخي، تأتي من الوقود الأحفوري. وقالَ الدكتور بيرول في مقابلة مع مؤسسة العطية: إنَّ هذا لا يعني أن الحاجة للوقود الأحفوري ستتوقف، لكن حصة الوَقود الأحفوري في مزيج الطاقة يجب أن تنخفض. وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات كفيلة بخفض الانبعاثات، فسوف يواجه العالمُ عواقبَ وخيمةً، مثل: الفيضانات، وموجات الحرّ، وغيرها من الأحداث المُناخيّة القاسية. وتابع: « موقف وكالة الطاقة الدولية واضح بهذا الخصوص، حيث إنَّ مستقبل الطاقة المستدامة والآمنة يتطلب خفض الانبعاثات العالميَّة بسرعة أكبر مما عليه الآن». وسلّط الدكتور بيرول، الضوءَ على الالتزام الذي تمّ التعهّد به في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP28) الذي عُقِد في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2023، حيث وافقت جميع البلدان على التحوّل بعيدًا عن الوقود الأحفوري، وشدَّد على أن يكون هذا الانتقال عادلًا ومُنظّمًا.
وقالَ الدكتورُ بيرول: إنَّ وكالةَ الطاقة الدولية تعملُ على مواجهة التحديات الناجمة عن التّوترات الجيوسياسية المختلفة، فبعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أدَّت إلى تعطل صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، قامت الوكالة بوضع خُطة لضمان تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي دون الاعتماد على الغاز الروسي. وأشارَ الدكتور بيرول إلى المخاوف الأمنية التي برزت مؤخرًا، فيما يتعلّق بتوسع مفهوم أمن الطاقة ليشمل الموارد التقليدية، مثل: النفط والغاز، والقضايا الجديدة، مثل: العناصر الأرضية النادرة. واختتمَ الدكتورُ بيرول كلمته بالتَّأكيد على أهمية اتّباع نهج شامل لأمن الطاقة بما يحقق التوازن بين التحديات التقليدية والجديدة، ويضمن مستقبلَ الطّاقة بشكلٍ مستدامٍ للجميع.