الدوحة – حسين أبوندا:

حققَ قطاعُ الاستراحات المُنتشرة في مُختلِف مناطق البلاد انتعاشةً قويةً خلال فصل الصيف، بعد توجّه عدد كبير من المواطنين والمُقيمين، مع بَدء الإجازة السنويّة للمدارس، للاستمتاع بالخِدمات الفندقيّة عالية الجودة التي تُقدّمها في أجواء من الخصوصيّة والهدوء بعيدًا عن الفنادق والمُنتجعات السياحيّة المُزدحمة بالنزلاء.

وأكدَ عددٌ من أصحاب ومسؤولي تلك الاستراحات لـ الراية أن حجم الحجوزات خلال شهر يونيو الماضي ومع بَدء الإجازة الصيفيّة وصل إلى أعلى مُستوياته مُقارنة بالأشهر الماضية، كما أنهم مُستمرون في تلقي حجوزات شهر أغسطس، مُشيرين إلى أن بعض الاستراحات تمَّ حجزها بالكامل حتى مُنتصف أغسطس، بينما لا تزال بعض الاستراحات تُطلق عروضًا ترويجيةً من خلال صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع المُتخصصة في الحجوزات للإعلان عن توفر شواغر في بعض أيام شهر أغسطس.

وأشاروا إلى أن الأسعار خلال أيام الإجازة الأسبوعيّة تختلف عن باقي أيام الأسبوع، حيث يتم تأجير الاستراحة في أيام الأسبوع من 1500 إلى 3000 ريال في اليوم الواحد، بينما يتم تأجير الاستراحات في الإجازات الأسبوعيّة بسعر يتراوح من 2000 إلى 4500 ريال، لافتين إلى أن قطاع الاستراحات استطاع أن يثبتَ وجوده، لحرص ملاكها على توفير خِدمات 5 نجوم لنزلائهم من المواطنين والمُقيمين والسيّاح.

وتقعُ الاستراحاتُ في مُختلِف مناطق البلاد، مثل أم عبيرية، وأم العمد والصخامة والشيحانية وأم القهاب والخور والذخيرة، وسميسمة والشمال وأبا ظلوف، فضلًا عن استراحات أخرى تقع داخل الدوحة، كما تنتشر بعض الاستراحات في الوكرة.

وأكدَ علي عبدالحميد، مسؤول حجوزات في إحدى الاستراحات، أن نسبة الإقبال على حجز الاستراحة الواقعة في أم عبيرية كان كبيرًا خلال شهر يونيو، ومن المُتوقع أن تصل الحجوزات في شهر أغسطس إلى نفس النتيجة، لا سيما أن استراحاتهم تُعد من أقدم الاستراحات وتتمتع بسمعة جيّدة لدى شريحة من المواطنين والمُقيمين، مُشيرًا إلى أن حفاظهم على مُستوى خدمة الـ 5 نجوم بحسب كلامه الذي يُقدمونه للنزلاء هو اهتمامهم بنظافة المكان، حيث إنهم مُتعاقدون مع إحدى شركات التنظيف التي تقوم بعد كل حجز بعمل تنظيف شامل وتعقيم للمبنى، كما أنهم يُقدّمون كافة الخِدمات المُهمة للنزلاء، وأبرزها مسبحان داخلي وخارجي، ومِنطقة ألعاب للأطفال. ونوَّه بأن ما يُميّز استراحتهم هو أنها مُخصصة فقط للعائلات، وأسعارهم في المُتناول وتبدأ من 1500 ريال في الأيام العادية وتصل إلى 2500 خلال الإجازة الأسبوعيّة، لافتًا إلى أن من شروط الحجز هو دفع 500 ريال «عربون»، والالتزام بعدم تدخين السجائر والشيشة داخل الاستراحة، ويُسمح في خارجها فقط، كما قاموا بتعليق لوحة تعليمات على المسبحين، وأبرزها ضرورة وجود مُرافق كبير في السن مع الأطفال وعدم تركهم بمُفردهم لتجنّب حوادث الغرق. وأشارَ حمد الكعبي، صاحب استراحة، إلى أن الاستراحات بشكل عام من القطاعات السياحيّة المُهمة التي شهدت خلال الـ 5 أعوام الماضية زيادةً ملحوظةً في أعدادها، ما حدا بالجهات المعنيّة إلى تنظيم عملها ووضع اشتراطات مُحددة لحصول أصحابها على تراخيص كخُطوة لضبطها، وفي نفس الوقت ضمان سلامة النزلاء، مؤكدًا أن استراحته مستوفية للشروط، ولديه التراخيص المطلوبة من الجهات المعنيّة، كما تتضمن كافة مُتطلبات الأمن والسلامة قبل صدور قرارات بتنظيم هذا القطاع.

وأوضحَ أن استراحته تحتوي على نظام إنذار للحرائق، ويوجد بها عدد من طفايات الحريق الموزعة في أماكن مُختلفة، وتخضع بشكل دوري للصيانة من قِبل شركة مُتخصصة، كما أن الاستراحة، تتوفر بها 5 غرف ماستر، ومطبخ داخلي توجد به جميع الأجهزة، وكذلك لديه نظام صوتي مُتكامل في غرفة الجلوس وتلفاز بحجم كبير، مؤكدًا أن الحجوزات كانت كاملة خلال شهر يونيو، إلا من بعض الأيام، لكن حجوزات شهر أغسطس كاملة حتى مُنتصفه، وبالنسبة للأسعار فهي 2500 ريال في أيام الأسبوع، و3000 ريال في اليوم الواحد بالعطلات الأسبوعيّة.

وبدورها أشارت فاطمة عبدالله، صاحبة استراحة، إلى أن حجم الطلب ارتفع على حجوزات الاستراحة مع بداية شهر يونيو من قِبل العائلات خلال الإجازات الأسبوعيّة، وهو السبب الذي يجعل مُعظم الاستراحات تُحدّد سعرًا مُختلفًا عن باقي أيام الأسبوع، مؤكدة أن سعر حجز الاستراحة في الأيام العادية 2500 ريال، وفي أيام عطلات الأسبوع 4000 ريال، ولكنهم يمنحون الزبون خصمًا قدره 1000 ريال، لو قام بحجز يومين في الإجازة الأسبوعيّة.

ونوّهت بأنه تمَّ حجز مُعظم أيام الإجازة الأسبوعيّة حتى مُنتصف شهر أغسطس، ومن المُتوقّع خلال الأيام القليلة المُقبلة أن يتم حجز كامل أيام الإجازات الأسبوعيّة بسبب الطلب الكبير الذي يأتيهم من الزبائن، مؤكدة أن المرافق المُتوفرة في الاستراحة هي حمام سباحة داخلي وآخر خارجي، كما يوفرون ملعبًا للبادل ومِنطقة ألعاب للأطفال وملعبًا للطائرة، بالإضافة إلى غرفة كبيرة تضم طاولة «بيلياردو» و»بيبي فوت» للكبار، بالإضافة إلى مجلس داخلي وجلسة خارجيّة في الحديقة، تحتوي على جهاز تكييف صحراوي.

واعتبر فريد محمد، موظف في استراحة، أن أسعار الاستراحات هي الأقل في قطاع الضيافة مُقارنة بالفنادق والمُنتجعات السياحيّة، خاصة أن الاستراحات في قطر، تتضمن ما بين 5 إلى 7 غرف ماستر، وغرفة سائق خارجية وأخرى للخادمة، وتتوفر بها مسابح خاصة، وملاعب للأطفال، وتستطيع أن تستوعبَ قُرابة 20 نزيلًا على عكس الغرف الفندقيّة التي يتراوح سعرها ما بين 500 إلى 1500 ريال وتخدم فقط نزيلين وعددًا محدودًا من الأطفال.

ونوَّه بأن حرص شريحة كبيرة من المواطنين والمُقيمين على النزول في الاستراحات يعود إلى أنها تتمتّع بالخصوصية على عكس الفنادق التي تكون مليئةً بالنزلاء، كما أن مُستوى النظافة في معظمها عالٍ، فضلًا عن توفر مطابخ تُتيح للأسر طبخ المأكولات، كما تضم غرفة جلوس كبيرة، وتلفازًا كبيرًا، به اشتراك مفتوح لعرض المُحتوى العربي والأجنبي للأفلام والمُسلسلات، لافتًا إلى أن الإدارة على استعداد لتوفير كافة احتياجات النزلاء من خِدمات البوفيه المفتوح وحفلات الشواء بِناءً على طلبهم.