غزة الجريحة
بقلم/ رنا عرفات إرحيم:
بات جيشُ الاحتلال الإسرائيلي يستخدمُ أبشعَ الجرائم التي يرتكبها ضد الأسر والعائلات الفلسطينية، حيث وصل إلى ذروة طغيانه، بارتكاب انتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب. فجرائمُ جيش الاحتلال الإسرائيلي ليس لها حدود، في الأراضي المحتلة، حتى الأموات في قبورهم لم يسلموا من القصف الذي يحدثُ حولهم، وما زالت جرائمهم التي يرتكبونها كل ساعة بغزة متواصلة، بل تستمر في تصعيدها بكل مكان.
إن ما نشاهده بغزة حياةٌ لا نقوى حتى على مشاهدتها خلف الشاشات، فإن المَشاهد أبلغ من الكلام، حيث الآلام والأوجاع، والأمراض التي ألمت بهم نتيجة الحصار، وكذلك كمية القهر والحسرة التي نراها عند موت جميع أفراد عائلاتهم، ولم يبقَ إلا شخص واحد منهم فقط، فيقوم بالصلاة عليهم جميعًا، ثم يقف وحيدًا يواسي نفسه على فراق الأهل والأحباب.
أيُّ حياة هذه التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وما يعانيه من ألم وقهر، ونزوح، وحسرة على فراق البيوت. ولكن، لا يسعُني إلا أن أقول إن هناك شيئًا لايمكن كسرُه، وهي العزيمة الجبارة لهذا الشعب الأبيِّ، فهي تساعده على البقاء، وكما يقولون: ثبِّت جذورك في التراب، فأنت باق ها هنا، الأرض أرضُك يا فتى، هذي البلادُ بلادُنا، هم جهلة لا يعلمون بأن وطنك خالد، فاصمدوا ورابطوا واحتسبوا، ودعائي لشهدائنا، فاللهم إلى الجنة مأواهم وألحقنا بهم شهداء، واختم بالصالحات أعمالنا، اللهم لا مفر منك إلا إليك.