كتاب الراية

إبداعات.. في وداع هنية

لحظات تفكر وصمت وتأمل شاهدها العالم مع أوجاع الشارع الفلسطيني والقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى منذ سبعين عامًا من الاحتلال الإسرائيلي، وما نراه على مدار عام في التكالب على غزة باستخدام كافة ألوان التعذيب والإبادة الجماعية بكل ما تحمله من صور وحشية تخالف كل التشريعات لكل الأديان والقوانين الدولية والإنسانية، كنا نفخر بصمود المقاومة الفلسطينية ابتداءً من الطفل الفلسطيني حتى القيادة الممثلة في أحد رموزها الدكتور إسماعيل هنية السياسي الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة حماس، فخر العرب والمسلمين وقائد جمع كل السمات من فكر وعِلم ودين وموهبة، شامخ بأفعاله وأقواله لخدمة القضية الفلسطينية، تاريخ حافل بالإنجازات السياسية والوطنية، ومتسلح بالدين وقوة الإرادة، وجعل حياته كلها من أجل الشارع الفلسطيني وتحرير المسجد الأقصى، تجده أبًا وقائدًا ومعلمًا وناصحًا ومفكرًا ومخططًا ويمتلك كاريزما عربية وقوة إرادة في حديثه وإيمانه بالقضية الفلسطينية التي عاش عليها شامخًا وسط أبناء شعبه والعالم العربي ومات عليها بشموخ العالم في وداعه إثر اغتياله بغارة إسرائيلية غاشمة وماكرة بطهران، ولكنها جددت معالم ومكانة القضية الفلسطينية أمام العالم، وشاهدنا جنازته والعالم يقوم بتوديعه وكأنه محفل من المحافل الدولية، والعيون كلها متجهة صوب كعبة المضيوم دوحة الخير صاحبة المواقف الثابتة، والتي استضافته واحتضنته طوال سنوات طويلة إيمانًا بالقضية الفلسطينية وإعلاء لكلمة الحق ومواقف مشرفة حقيقية داعمة للقضية الفلسطينية.

فقدنا إسماعيل هنية الذي ترك تاريخًا سياسيًا وعربيًا مشرفًا للأجيال القادمة والأمة العربية للباحثين عن الشموخ والكرامة العربية، لقد جعلت كلًا منا يا أبا العبد يراجع نفسه أمام ما قدمته للقضية الفلسطينية والشارع العربي ومهما تحدثنا عنك فلن نستطيع أن نسرد تاريخك العربي المشرف، وأخيرًا وداعا إسماعيل هنية.. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون، وفلسطين ولادة سيتولى القضية الفلسطينية الآلاف من أبنائها لتكملة الطريق حتى نصلي قريبًا بالمسجد الأقصى شامخين رافعين الرأس وهذا وعد ربنا.

 

 

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X