إيمان خليف «قدوة» ورمز للشجاعة
الوالد: ابنتي فتاة مؤدبة وقوية.. لديها إرادة في العمل والتدرب
تيارت- الراية :
في قريتها الصغيرة بجنوب غرب الجزائر، تُعَدُّ الملاكِمة إيمان خليف التي وجدت نفسها على مضض وسط زوبعة اتهامات حول هُويتها الجنسية في أولمبياد باريس، رمزًا للشجاعة والتصميم، بل «بطلة» بالنسبة لوالدها الذي عارض في البداية مُمارستها هذه الرياضة «الذكورية».وقف عمر خليف (49 عامًا) في قرية بيبان مصباح بولاية تيارت، بقبعته الرياضيّة مُحاطًا بأبنائه الصغار، يُدافع عن ابنته.
حمل بفخر صور إيمان وهي طفلة مُبتسمة في سن السابعة بشعرها الطويل الذي زيّنته الضفائر، مع وثائق هُويتها وشهادة ميلادها. خلال الأسابيع الماضية تردّد اسم تيارت بكثرة في كل وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، بسبب أزمة مياه شرب خانقة دفعت السكان للاحتجاج وغلق الطرق، لتحسين وضعهم المعيشي.قالَ هذا الأب الذي ما زال يبحث عن عمل دائم وهو يستقبل الزوّار في صالون العائلة: «ابنتي فتاة مؤدبة وقويّة، ربّيتها على العمل والشجاعة، وعندها إرادة قوية في العمل والتدرّب».
وتواجه خليف (66 كلج) المجرية آنا لوكا هاموري في الدور ربع النهائي، وفي حال فوزها ستضمن ميدالية هي الأولى للبعثة الجزائرية في باريس.لكنَّ جدلًا كبيرًا أُثير في ظل استبعادها من قِبل الاتحاد الدولي عن بطولة العالم العام الماضي لعدم تلبيتها معايير الأهلية، بينما ذكر موقع اللجنة الأولمبية المُخصّص للصحفيين المُعتمدين أنها خالفت مُستويات التستوستيرون المسموح بها، وذلك بموازاة إيقاف الاتحاد الدولي من قبل الأولمبية الدولية التي تُشرف على المُلاكمة في باريس. يأخذ عمر خليف بسرور وضعية قبضة المُلاكم، أو يرفع ذراعيه القويتين للتعبير على النصر والتشجيع لابنته التي أصبح من أكبر مُشجعيها. وأضافَ: «إيمان هي مثال للمرأة الجزائريّة، هي بطلة من بطلات الجزائر، وإن شاء الله ستُشرفنا بالميدالية الذهبية، وترفع الراية الوطنيّة في باريس هذا هو هدفنا الوحيد منذ البداية»، وهو أمل شقيقها محمد (11 سنة) أيضًا الذي وقف إلى جانب أبيه.