المحليات
ضرورة زيادة العيادات وتوفير أدوية ولَقاحات.. مربو الحلال لـ الراية:

الخدمات البيطرية لا تواكب خطط النهوض بالثروة الحيوانية

ضعف الخدمات يدفع بالمُلاك إلى العيادات والصيدليات التجارية

الدوحة – حسين أبوندا:

دعا عددٌ من أصحاب الحلال إلى ضرورة تطوير الخِدمات البيطريّة في ظل التطوّر الملحوظ الذي شهده قطاع الثروة الحيوانيّة في البلاد خلال السنوات الماضية، نتيجة توجّه شريحة كبيرة من المواطنين إلى إنتاج سلالات مُختلِفة من الإبل والخراف والماعز، مؤكدين لـ الراية أن تلك الخِدمات لا تزال مُتواضعةً ولا تواكب جهودهم لزيادة الإنتاج الحيواني، وتتعارض مع الاستراتيجية التي تنتهجها الدولة للوصول إلى مُستوى تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم.

وأكدَ هؤلاءِ أن بعض مُجمّعات العزب لا تزال محرومةً من العيادات البيطريّة، بينما لا تزال العيادات المُتوفرة في بعض المُجمعات تُقدّم خِدمات علاجيّة محدودة ولا تُلبّي احتياجات الثروة الحيوانيّة من اللقاحات والعلاجات المُهمة للأمراض، ما يضطرهم لشرائها من الصيدليات التِجاريّة التي تبيعها بمبالغ مالية كبيرة، لافتين إلى أن أمراض الصيف التي تُصيب الحلال هي مُشكلة موسميّة بالنسبة لهم، ولكنهم واجهوا في الصيف الحالي مُعضلةً كبيرةً بسبب موت عدد كبير من رؤوس الماعز على وجه التحديد، مُقترحين على الجهات المعنيّة ضرورة توفير اللقاحات والتحصينات والعلاجات لأمراض الحُمى المالطية و»الزنبور» وأبو رمح والجرب وعدوى الديدان، والتسمّم المعوي، التي تُلحق أضرارًا كبيرةً بالحلال.

وقالوا إن المادة الفعّالة للأدوية التي تصرفها العيادات البيطريّة التابعة لإدارة الثروة الحيوانية للمواشي، ضعيفة، ما يضطرهم لشراء الأدوية واللقاحات من الصيدليات الخارجيّة لعلاج حلالهم، وتُباع بأسعار مُرتفعة، وأصبحوا فعليًا لا يعتمدون على الأدوية واللقاحات الحكوميّة، معتبرين أن عملية صرف أدوية تحتوي على مادة فعالة ضعيفة، تُعدّ صورةً من صور إهدار الأموال، ولا بدّ من جلب أدوية تضمن علاج المواشي في أسرع وقت مُمكن.

إبراهيم الغزالي: فقدت 30 رأسا بسبب خطأ طبي

أوضحَ إبراهيم الغزالي أنه فقد قُرابة 30 رأسًا من المواشي، بسبب خطأ من الطبيب البيطري، الذي استعان به لإعطائها لَقاحًا للقضاء على مرض الجرب الذي أصاب حلاله، حيث قام بحقنها عن طريق مُسدَّس الحقن وعلى عجلة من أمره للانتهاء منها في أسرع وقت، معتبرًا أن مثل هذا الطبيب لا بد أن يعيَ جيدًا أهمية التعامل برفق وصبر مع المواشي، خاصة أن الحقن لا بد أن يتم وَفق أسس وقواعد آمنة وسليمة ولا تضر بالحلال. ولفتَ إلى أن المادة الفعالة للأدوية التي تصرفها العيادات البيطرية التابعة لإدارة الثروة الحيوانيّة للمواشي، ضعيفة، ما يضطره لشراء الأدوية واللقاحات من الصيدليات الخارجيّة لعلاج حلاله، وتُباع بأسعار مُرتفعة، وأصبح فعليًا لا يعتمد على الأدوية واللقاحات الحكوميّة، معتبرًا أن عملية صرف أدوية تحتوي على مادة فعالة ضعيفة تُعد صورة من صور إهدار الأموال، ولا بد من جلب أدوية تضمن علاج المواشي في أسرع وقت ممكن. ولفتَ أن تلك الخِدمات البيطريّة بشكل عام، لا تزال مُتواضعةً ولا تواكب جهود أصحاب الحلال لزيادة الإنتاج الحيواني، والاستراتيجية التي تنتهجها الدولة للوصول إلى مُستوى تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم.

جبران الأحبابي: ضرورة تكثيف زيارات الأطباء البيطريين

أكدَ جبران الأحبابي أن مُجمّع أبو نخلة يضم عيادة بيطرية، لكن للأسف لا تُقدّم الخدمات المطلوبة التي تُلبي طموحات أصحاب العزب، حيث لا تزال أعداد كبيرة من روؤس الماشية تموت بسبب عدم حصولها على العلاج المُناسب، فضلًا عن أن بعض العلاجات لا تتوفر في العيادة؛ ما يضطرهم لشرائها من الصيدليات التِجارية، لافتًا إلى أن العيادات الحكومية لا يتوفر بها على سبيل المثال علاجات لأمراض «الزنبور» والجرب وعدوى الديدان.ودعا الجهةَ المعنيّةَ إلى ضرورة تكثيف زيارات الأطباء البيطريين المَيدانية للعزب، خاصة التي تشهد نفوق أعداد كبيرة من المواشي، لافتًا إلى نفوق قرابة 50 رأسًا من الماعز كان يملكها بسبب الحُمى منذ بداية السنة، مؤكدًا أن مُحاربة أمراض الصيف تستدعي من الجهة المعنيّة العمل على توفير التطعيمات اللازمة والعلاجات لتسهيل مُحاربة الأمراض وعلاجها، لا سيما أن نفوق الحلال يُشكّل خَسارة كبيرة للملاك.

وعن أخطر الأمراض التي تُصيب المواشي في فصل الصيف، نوّه بأن مرض أبو رمح هو أكثر مرض يُصيب المواشي الواقعة في مُجمّعات العزب، وغالبًا ما ينتشر هذا المرض بسبب إهمال بعض المُربين نظافة الحظائر وعلاج حلالهم والكشف عنها بشكل دوري، ما يؤدّي إلى إصابتها، ثم انتقالها بسرعة إلى باقي الحلال الخاص بجيرانهم، مُقترحًا على الجهات المعنيّة التواصل مع المُربين الذين يواجهون موت عدد كبير من مواشيهم للحصول على عينات منها، والعمل على تشريحها لدراسة الأمراض التي تُصيبها وإيجاد طرق وحلول لضمان عدم تفشيها مُستقبلًا.

جابر المري: انتشار كبير للعيادات البيطرية الخاصة

قالَ جابر مفاد المري: إن الخِدمات البيطريّة مقبولة، سواء التابعة للقطاع الحكومي أو الخاص، ولكن هناك حاجة إلى التوسّع في إنشاء أكبر عدد من العيادات البيطرية الحكومية في مُجمّعات العزب، مؤكدًا أنه لاحظ توسعًا ملحوظًا في أعداد العيادات والصيدليات البيطريّة التابعة للقطاع الخاص، وهو ما يُساهم بشكل مباشر في دعم هذا القطاع الحيوي بالشكل الذي يضمن سلامة الإنتاج المحلي من المواشي في البلاد. ونوَّه بأن الخِدمات البيطريّة ذات المُستوى العالي والمُتطوّر تُشكل أهمية قصوى في المرحلة الراهنة لتشجيع أصحاب الثروة الحيوانيّة على المُشاركة الفعليّة في خُطط زيادة الإنتاج الحيواني من الأغنام والماعز والإبل.

مبارك الدوسري: مطلوب عيادات بجميع مجمعات العزب

قالَ مبارك الدوسري: إن الأمراض التي تتعرّض لها الماشية، خاصة الإبل، خلال هذه الفترة من العام، تتنوّع بين الالتهاب الرئوي وارتفاع درجة الحرارة، ويتم علاج تلك الحالات عبر المُضاد الحيوي وخافض الحرارة، وهي متوفرة في العيادات البيطرية الحكوميّة، لافتًا إلى أن الرعاية البيطرية شهدت تطورًا خلال السنوات الماضية، لكن لا بدّ من تطويرها بشكل أكبر لتشمل زيادة عدد اللقاحات والأدوية.

وأكدَ أن زيادة عدد العيادات البيطريّة مطلب رئيسي خلال الفترة الحالية، لا سيما مع الزيادة الملحوظة التي شهدها قطاع الثروة الحيوانيّة في البلاد، نتيجة توجّه شريحة كبيرة من المواطنين إلى إنتاج سلالات مُختلِفة من الإبل والخراف والماعز، لافتًا إلى أن مُجمّع الخريب على سبيل المثال يُعد من أكبر المُجمعات التي تنتشر فيها مئات العزب وتضم عشرات الآلاف من رؤوس الماشية، ولكن حتى الآن لا يتضمن عيادة بيطرية، وأصحاب تلك العيادات يتوجهون إلى عيادة الريس التي في الأصل تشهد ضغطًا كبيرًا من أصحاب الإبل في مُجمّع الريس. ولفتَ الدوسري إلى أن النهوض بالثروة الحيوانية وتحقيق الاكتفاء الذاتي يتطلبان من الجهة المعنيّة الارتقاء بالخِدمات البيطريّة وتوفير كافة احتياجات المُربين من الأدوية واللقاحات والتحصينات، لا سيما أن المُربين يعملون جاهدين للمُشاركة الفعّالة في رفع مُستوى إنتاجهم الحيواني ويحرصون على تطوير السلالات لديهم ليكونَ إنتاجهم ذا جودة عالية.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X