كتاب الراية

رأيت ذات فيلم.. The Man Who Shot Liberty Valance

لستُ من محبّي أفلام الكاوبوي، ولكن فيلم «الرجل الذي قتل ليبيرتي فالانس» كان مختلفًا عن تلك الأفلام، لكونِه مملوءًا بالأفكار والتأمّلات. الفيلم من إخراج «جون فورد» الذي اشتُهر بإخراج أفلام الكاوبوي وأفلام كثيرة مميزة، وهو يحمل الرقم القياسي لكونه الشخص الوحيد الذي فاز بـ 4 جوائز أوسكار كأفضل مخرج.

«جون وين» الذي يعتبر أبرز نجوم أفلام الكاوبوي، شارك في بطولة 13 فيلمًا للمخرج «جون فورد» وهذا الفيلم هو التعاون الـ 14 والأخير، وأفضل ما قدّمه معه في نظري، من خلال شخصية «توم دونيفون» ، وإلى جانب «جون وين» يشارك في البطولة الفنان «جيمس ستيوارت» في واحد من أقوى شخصياته السينمائية: «رانسوم ستودارد» .

قصة الفيلم غير معهودة في عالم أفلام الكاوبوي المعتادة، إذ إنها تقف أمام منعطفين: حكم القوة، وحكم القانون. هل يحتاج الشخص إلى حمل مسدس لكي يعارض أو يبدي رأيه؟!

الفيلم مبنيٌ على قصة للكاتبة «دوروثي إم جونسون» وتتمحور الأحداث حول 3 رجال: «رانسوم ستودارد» و «توم دونيفون» و «ليبيرتي فالانس» . في بداية الفيلم يصل السيناتور الأمريكي «رانسوم ستودارد» المشهور بكونه «الرجل الذي قتل ليبيرتي فالانس» إلى بلدة شينبون مع زوجته «هيلي» لحضور جنازة رجل يدعى «توم دونيفون» .

ثم نذهب في رحلة عبر «الفلاش باك» في ذكريات الماضي لكل الأحداث التي سبقت هذا اليوم بفترة طويلة، حين كانت بلدة شينبون تعيش الخوف والرعب بسبب «فالانس» وأتباعه الأشرار، الذين يعيثون فسادًا وقتلًا دون أن يجدوا من يردعهم.

«دونيفون» كان حينها مزارعًا، والرجل الوحيد الذي لا يخاف من «فالانس» حتى يأتي ذلك اليوم حين يصل «ستودارد» إلى البلدة، ويتعرض لهجوم عنيف من «فالانس» الذي أدى دوره الفنان «لي مارفن» بإبداع.

«ستودارد» هو رجل قانون وسلاحه الكتب والعلم والمعرفة، ويريد الانتقام من «فالانس» عبر حكم القانون، ولكن قانون البلدة ينطوي على حكم القوة، وعلى الجميع تحقيق العدالة بأنفسهم، وهذا ما يتناظر فيه «ستودارد» و «دونيفون» ولذلك يرفض «ستودارد» حمل مسدس في يده، لأنه يؤمن بحكم القانون.

تتوالى الأحداث في جو من الدراما والرومانسية والإثارة والتشويق، مع حوارات قوية وممثلين مبدعين، حتى تتضّح لنا الصورة الكاملة في هذه التحفة الفنية وكيف أصبح «ستودارد» سيناتورًا مرموقًا، وكيف أصبح هو «الرجل الذي قتل ليبيرتي فالانس» ، ترشّح الفيلم لنيل جائزة الأوسكار لأفضل تصميم أزياء، إنه حقًّا فيلم جميل ورائع، ويحمل رسالة نبيلة، لإعلاء راية القانون وراية العلم والمعرفة.

 

 

[email protected]

Twitter: @alqassimi88

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X