كتاب الراية

حديث الخاطر.. رضي الله عنهم

أعظم أمنية لكل إنسان في هذه الحياة أن يرضى الله عنه، فكم من إنسان يعيش على هذه الأرض والله راضٍ عنه، وكم من إنسان آخر ساخط عليه ربه بسبب ظلمه وكفره وإعراضه ومعاصيه، فرضا الله غاية تُدرك بطاعته ومحبته وما يحبه ويرضاه، فإذا انشغل الإنسان في عبادة ربه وطاعته أحبّه الله وقرّبه وجعله من المُقرّبين عنده، لأن أولياء الله يحبون ما يحبه الله من الأعمال والأقوال ويكرهون ما يكرهه الله من الأعمال والأقوال، وتجدهم دائمًا في طاعة ربهم في الليل والنهار، يذكرونه ويطيعونه ويخافون عذابه ويرجون رحمته، لا تشغلهم الدنيا وزينتها عن طاعة ربهم وعبادته والتقرّب إليه بالأعمال والأقوال، قال تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون)، والله عزّ وجلّ قالَ لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم (ولسوف يعطيك ربك فترضى)، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم سعى في إرضاء ربه بطاعته وعبادته وإعلاء كلمته وتبليغ رسالته، فرضي عنه ربه ورفعه مقامًا محمودًا، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم سعوا في إرضاء ربهم، فرضي الله عنهم ووعدهم وأعدَّ لهم جنةً عرضها السماوات والأرض. قالَ الله سبحانه عن الصحابة (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)، والنبي الكريم موسى عليه السلام عندما قال (وعجلتُ إليك ربي لترضى)، فأعظم نعيم يوم القيامة هو رضا الله عن أهل الجنة. قال تعالى (ورضوان من الله أكبر)، يعني أكبر من نعيم الجنة، وعندما قال الله لأهل الجنة في الحديث القدسي (أُحِلُّ عليكم رِضواني فلا أسخَطُ بعدَه أبدًا)، وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من قال رضيتُ بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا وجبت له الجنة). فمن أطاع الله طمعًا في رضاه وخوفًا من عقابه ورجاء ثوابه رضي الله عنه وقرّبه واجتباه وأدخله جنته وأجاره من عذابه وغضبه بفضله ومنه وكرمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X