راية الإسلام
اسألوا أهل الذكر

حكم أكل ذبائح بلاد الغرب

– ما حكم أكل ذبائح بلاد الغرب؟ مع العلم أنها دول علمانية وأغلب مزارعهم يذبحون الحيوانات بصعق أو بالمسدس فلا تُذكّى وفق شريعتهم فهل يبقى العمل بحل ذبائح أهل الكتاب؟

— الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:

فهذه البلاد أصولهم نصرانية، وكونهم حرّفوا كتبهم، ولم يلتزموا بدينهم فهذا لا يخرجهم عن كونهم أهل كتاب اليوم كما كان أمرهم في عهد النبي صلى الله عليه سلم وقت تنزل القرآن، الذي ذكر فيه تحريفهم لكتبهم وعصيانهم ربهم بل وجرأتهم على الله جل وعلا حين قالوا: (يد الله مغلولة)، و(إن الله ثالث ثلاثة) وقولهم: إنَّ (المسيح ابن مريم ابن الله)، وغير ذلك، ولم يخرجهم ذلك عن كونهم أهل كتاب، وقد سماهم الله بذلك، وأباح لنا ذبائحهم، فلا فرق بين زماننا وزمان نزول الوحي. وعليه فالراجح من أقوال العلماء حل ذبائحهم على الأصل المذكور في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ)، إلا إذا تيقنا أنها لم تذبح الذبح المعروف شرعًا فتحرم، لكن لسنا مكلفين بالبحث عن ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم أكل من ذبيحة اليهود ولم يسألهم، وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها: إنَّ قَوْمًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قَوْمًا يَأْتُونَنَا بِاللَّحْمِ لاَ نَدْرِي أَذَكَرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ أَمْ لَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَمُّوا اللَّهَ عَلَيْهِ وَكُلُوهُ». وفي مثل ذلك يقول ابن القيم رحمه الله في «أحكام أهل الذمة»: «لِأَنَّ الشَّرْطَ مَتَى شَقَّ الْعِلْمُ بِهِ وَكَانَ فِيهِ أَعْظَمُ الْحَرَجِ سَقَطَ اعْتِبَارُ الْعِلْمِ بِهِ».

ومن أخذ بقول من رأى المنع له ذلك؛ فلا إنكار في مسائل الخلاف. والله أعلم.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X