راية الإسلام
بين إزالة العيوب المؤثرة على الصحّة وهوس تحسين المظهر

عمليات التجميل في ميزان الشريعة

علماء لـ الراية: العمليات العبثيّة تشويه وحكمها التحريم

الدوحة – نشأت أمين:

شاعَت على نطاق واسع في السنوات الأخيرة ظاهرة عمليات التجميل، ولم تعد تلك الظاهرة قاصرة على العمليات التي تجريها النساء، بل دخل فيها الرجال أيضًا، ورغم ما يترتب عليها في بعض الأحيان من تشوهات فإن الإقبال على إجرائها بات يتصاعد كل يوم.

الراية طرحت القضية على عدد من علماء الدين حيث أكدوا أن هذه العمليات تنقسم إلى نوعين، منها عمليات لا بد من إجرائها، لوجود الداعي لذلك مثل إزالة عيب يؤثر على الصحّة، أو على استفادة الإنسان من العضو المعيب، أو لوجود تشوّه غير معتاد في خلقة الإنسان المعهودة.

وأشاروا إلى أن منها ما هو اختياريّ، ليس هناك من داع لإجرائه سوى رغبة المريض، وهي عمليات تهدف إلى تحسين المظهر ليس لوجود عيب أو تشوّه، وإنما لتجديد الشباب وإزالة مظاهر الشيخوخة، واكدوا أن العمليات العبثيّة المشوهة للإنسان ليست تجميلًا بل تعد عبثًا وتشويهًا وحكمها التحريم، والمزيد من التفاصيل في السطور التالية..

د. محمد حسن المريخي: يجب عدم التغيير في خلق الله

اكد فضيلة د. محمد حسن المريخي خطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن التجميل يحبه الله ورسوله ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتجمل والتعطر والتزين في يوم الجمعة وارتداء أفضل الثياب في العيد وفي غيره، فهذه كلها أمور مأمور بها شرعًا وشرعنا الإسلامي هو شرع النظافة والزينة والجمال، لكنه ينبغي الوقوف عند حدود الله عز وجل، مشيرًا إلى أن من ذلك ما يحدث حاليًا من عمليات تعدت حدود الله ووقعت في الحرام.. فإذا قال الشرع إن هذا الأمر قبيح فهو قبيح وإن استحسنه الناس جميعًا، وقال إن الإنسان له أن يتجمل بما يشاء ولكن وفق ميزان الشرع وضوابطه، وإن من أبرز الضوابط الشرعية لمثل هذه العمليات ألا يترتب عليها تغيير في خلق الله عز وجل مثل عمليات تضخيم الشفاة وبعض المناطق الأخرى في الجسم بما يؤدي إلى الوقوع في الحرام.

وقال إنه إذا كانت هناك ضرورة لإجراء عملية معينة وكان هناك طبيب صادق ناصح -ومن باب أوْلى أن يكون مسلمًا- بأنه لا بد من إجراء تلك العملية لأسباب صحية واضحة فإنه لا مانع من ذلك، لكن ما يحدث في الواقع هو عبث وتغيير لخلق الله عز وجل.

د. محمود عبدالعزيز: ضوابط شرعية لعمليات التجميل

قال فضيلة الداعية د. محمود عبدالعزيز: إن العمليات التجميليّة تنقسم إلى نوعين: عمليات لا بد من إجرائها، لوجود الداعي لذلك، إما لإزالة عيب يؤثر على الصحّة، أو على استفادته من العضو المعيب، أو لوجود تشوّه غير معتاد في خلقة الإنسان المعهودة، ومن أمثلة هذه العمليات: العمليات التي تُجرى لإزالة العيوب التالية: الشفة الأرنبيّة (الشق الشفي)، والشق الحلقي، التصاق أصابع اليد أو الرجل، إزالة الوشم والوحمات والندبات، إزالة شعر الشارب واللحية عند النساء، إعادة تشكيل الأذن، شفط الدهون إذا رافقها إصابة أو مرض يستدعيه، تصحيح الحاجز الأنفي أو الأنف المصاب بتشوه، تشوه الجلد بسبب الحروق أو الآلات القاطعة أو الطلقات الناريّة.

وأوضح فضيلته أن النوع الثاني من العمليات هو: عمليات اختياريّة، ليس هناك من داع لإجرائها سوى رغبة المريض، فهي عمليات تهدف لتحسين المظهر ليس لوجود عيب أو تشوّه، وإنما لتجديد الشباب وإزالة مظاهر الشيخوخة.

وأوضح أن من الضوابط الشرعية أيضًا أن يقوم بالعمل طبيب (طبيبة) مختص مؤهل، وإلا ترتبت مسؤوليته عليه وكذلك أن يكون العمل الجراحي بإذن المريضة (طالب الجراحة) علاوة على أن يلتزم الطبيب المختص بالتبصير الواعي لمن سيجري العملية بالأخطار والمضاعفات المتوقعة والمحتملة من جراء تلك العملية.  

شقر الشهواني: تقويم الأسنان وعلاج الحروق حلال

قال فضيلة الداعية الشيخ شقر الشهواني إنه في هذا الزمن تطور المجال الطبي بشكل كبير وتوسع الناس في المباحات ومظاهر الزينة وإجراء العمليات بما هو فوق الحاجة، ولذلك فإن هذه الأمور باتت بحاجة إلى أحكام وفتاوَى شرعية لكي تنضبط القضية، وأوضح أن الإنسان لا يملك جسده ولذلك فقد حرمت الشريعة بيع الأعضاء. وإنما يقوم هذا الأمر بناءً على التبرع وبعد الوفاة وليس في حال صحة الإنسان وحياته واحتياجه لأنه لا يملك هذا الجسد. ولفت إلى أن العمليات التي يقوم الناس بإجرائها في الوقت الحالي تنقسم إلى نوعين: إما لحاجة مثل عمليات تقويم الأسنان، أو العمليات التي يتم إجراؤها بعد حوادث الحريق أو التعرض لحوادث معينة أخرى، فمثل هذه العمليات يُطلق عليها عمليات تجميلية، لكن في الحقيقة هناك حاجة لإجرائها، والنوع الثاني هو إجراء العملية فقط لإبراز بعض أعضاء الجسم. أو أمور عارضة وليست ضرورية للإنسان، فإن كثيرًا من أهل العلم يجيزون مثل هذه العمليات.

العلامات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X