9 مليارات دولار حجم التجارة بين قطر ودول «آسيان»
السفير الإندونيسي لـ الراية : قطر دولة مهمة وتربطنا بها علاقات طيبة
الدوحة – الراية:
احتفلت السفارات الأعضاء برابطة آسيان بالدوحة بذكرى تأسيسها ال48 صباح يوم أمس. بحضور سفراء كل من، إندونيسيا وفيتنام وسنغافورة والفلبين، والقائمين بالأعمال في سفارات بروناي وماليزيا وفيتنام وسعادة السفير إبراهيم بن يوسف فخرو مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وتترأس رابطة آسيان هذه السنة لاوس تحت شعار «تعزيز الاتصال والمرونة». يسلط هذا الشعار الضوء على التزام رابطة آسيان بتعزيز الروابط القوية لبناء المرونة، سواء داخل الرابطة أو مع شركائها الخارجيين الموثوق بهم، مثل دولة قطر، التي انضمت إلى معاهدة الصداقة والتعاون لرابطة آسيان في عام 2022.
وأكدت لجنة رابطة آسيان في الدوحة تثمينها لتقدم الارتباطات على أعلى المستويات بين دولة قطر ورابطة آسيان، حيث قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بزيارة دولة إلى الفلبين في شهر أبريل من هذا العام بدعوة من فخامة الرئيس الفلبيني السيد فرديناند ماركوس جونيور، في حين قام رئيس الوزراء الماليزي داتو أنور إبراهيم والرئيس الإندونيسي المنتخب فرابوو سوبيانتو بزيارة الدوحة في شهر مايو. كما التقى سمو الأمير مع رئيس وزراء سنغافورة السابق لي هسين لوونغ، ورئيس وزراء فيتنام السيد فام مينه تشينه على هامش القمة الأولى لرابطة آسيان ومجلس التعاون الخليجي في الرياض في أكتوبر الماضي. كما قام معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بزيارة إلى سنغافورة في أغسطس 2023.
وفي تصريح خاص لـ الراية ثمن السفير الإندونيسي رضوان حسن علاقات قطر بدول آسيان، وقال إن جميع دول (آسيان) لديها علاقات طيبة مع دولة قطر، وعبّر السفير عن شكره لدولة قطر ممثلة في حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى، منوهًا بالاستثمارات القطرية في بلاده وباقي دول آسيان ونيتها التركيز على منطقة آسيا.
وأشار السفير حسن إلى التقدم المُحرز بانضمام قطر إلى معاهدة الصداقة والتعاون الآسيوية، مُشددًا على أن قطر دولة مهمة لهذه المجموعة، والمعاهدة تعد الصورة الرسمية لتأسيس علاقات التعاون ما بين قطر ودول (آسيان) كمجموعة، وهناك بالفعل علاقات دبلوماسية رسمية بين قطر وهذه الدول بشكل ثنائي.
نمو مطرد
وأبرزت رابطة آسيان أن علاقات قطر مع الرابطة نمت بشكل مطرد حيث يبلغ إجمالي التجارة ما يقدر بنحو 9 مليارات دولار أمريكي سنويًا بين الجانبين. وتعتبر قطر مستثمرًا رئيسيًا في رابطة آسيان، حيث تمتلك استثمارات في قطاعات الطاقة والقطاع المالي والعقارات والاتصالات والأعمال الزراعية والضيافة والطب. وقام جهاز قطر للاستثمار بإنشاء مقره الرئيسي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في سنغافورة. وتقدر الاستثمارات القطرية في سنغافورة بنحو 3 مليارات دولار أمريكي، وتتركز معظمها في قطاعات الطاقة والقطاع المالي والتأمين والعقارات. وفي ظل نمو تجارة الطاقة في المنطقة، أنشأت شركة قطر للطاقة مكتب اتصال في تايلاند، مما يعزز حضورها ويعزز التعاون داخل السوق الإقليمية. وقد أقامت شركات قطرية بارزة مثل أريدُ ونبراس للطاقة ومجموعة بنك قطر الوطني تواجدًا لها في إندونيسيا. ويدرس المستثمرون القطريون حاليًا توسيع محفظتهم الاستثمارية في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الفلبين.
وعلى نحو مماثل، شهدت استثمارات الدول الأعضاء في رابطة آسيان في دولة قطر نموًا مطردًا، مع وجود مشاريع بارزة بالفعل في قطاعات النفط والغاز والضيافة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبناء وتجارة التجزئة. وباعتبارها من الدول المصدرة الرئيسية للمواد الغذائية، ويلعب عدد من الدول الأعضاء في رابطة آسيان دورًا حيويًا في دعم جهود قطر في مجال الأمن الغذائي لتحقيق رؤيتها الوطنية لعام 2030. كما يوفر إطار التعاون بين رابطة آسيان ومجلس التعاون الخليجي لعام 2024-2028 المسار والطريق لدولة قطر للتعاون مع الرابطة من خلال كتلتها الإقليمية. وترحب رابطة آسيان باستمرار بمشاركة دولة قطر في رابطة آسيان وتتطلع إلى القمة المقبلة لرابطة آسيان ومجلس التعاون الخليجي في عام 2025. وهناك مجال كبير أمام دولة قطر وآسيان لتعزيز التعاون في مختلف المجالات مثل الطاقة المتجددة وتغير المناخ والتنمية المستدامة والأعمال الزراعية والتعليم والقطاع المالي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرياضة والنقل والسياحة والضيافة. وعلى نحو مماثل، تواصل رابطة آسيان التعاون مع دولة قطر في دعم القيم المشتركة، وخاصة في تعزيز سيادة القانون وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات وبناء مجتمع شامل وعادل.
رئاسة لاوس
وتحت رئاسة لاوس، تركز رابطة آسيان على ثلاث ركائز أساسية، وهي: تعزيز التعاون الإقليمي وتقوية العلاقات بين الشعوب وتسعى رابطة آسيان إلى تقوية التعاون والعلاقات بين الشعوب داخل دول المنطقة ومع الشركاء الخارجيين مثل دولة قطر. إن تطوير البنية التحتية ومبادرات التحول الرقمي والتبادلات الثقافية في منطقة جنوب شرق آسيا مما يساهم في تعزيز التفاهم والتعاون بشكل أكبر بين الدول الأعضاء. وستعمل استراتيجية رابطة آسيان للحياد الكربوني على تسريع التحول الشامل نحو الاقتصاد الأخضر من خلال تعزيز النمو المستدام إلى جانب تعزيز التحول الرقمي، بعد إطلاق خريطة طريق «بندر سيري بيغاوان» في عام 2021، وتسعى دول رابطة آسيان لاختتام المفاوضات الخاصة بهذه الاتفاقية بحلول نهاية عام 2025 وستساهم هذه الاتفاقية في تسريع نمو التجارة وخلق بيئة تساعد الشركات الناشئة وريادة الأعمال والابتكار.