خان يونس – أ ف ب:
حمل آلاف الفلسطينيين ما تيّسر من أمتعهم وحاجياتهم، ومضوا في مشقة نزوح جديدة أفرغت العديد من شوارع خان يونس من مرتاديها، بعد إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر بالإخلاء وإعلانه توسيع عملياته في كبرى مناطق جنوب قطاع غزة، بعد عشرة أشهر على اندلاع العدوان على القطاع. قالت ريم أبو هيّة: «القوات الإسرائيلية رمت علينا مناشير يقولون فيها اخلوا». وشهدت منطقة خان يونس معارك ضارية وعمليات قصف على مدى أسابيع طويلة منذ اندلاع العدوان، وكانت آخر أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي بشأنها في أواخر يوليو الماضي. لكنه دعا مجددًا سكان بعض المناطق في خان يونس إلى مغادرتها، ومن البلدات التي طلب من سكانها إخلاؤها في شرق منطقة خان يونس السلقا والقراراة وبني سهيلا وعبسان، إضافة إلى أحياء في داخل المدينة، وهي الأكبر في جنوب القطاع الفلسطيني. وفي أعقاب هذه الدعوة، غادر آلاف الفلسطينيين وهم يحملون ما تيسّر من أمتعة وأغراض. وانتقل رجال ونساء وأطفال ومسنّون في سيارات غطّت سقفها الأمتعة، أو تكدّسوا في عربات تجرّها حمير هزيلة أو درّاجات نارية، بينما سار آخرون وهم يحملون حقائب وأكياسًا وفرشًا على الأقدام وسط الركام والازدحام في شوارع ضيقة تفيض منها المياه. وأعلن الجيش بدء «عملية في منطقة خان يونس» بعد معلومات عن وجود مقاتلين وبنى عسكرية فيها وفق قوله. وأكد شنّ «غارات مكثفة» على «أكثر من 30 هدفًا». وأوامر الإخلاء ليست جديدة على أهل القطاع، حيث تؤكد الأمم المتحدة أن غالبية السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، نزحوا منذ بدء الحرب.