منهج الإمام الذهبي.. رؤية فريدة
بقلم/عبدالعزيز عبدالهادي حسن آل حثيث الأحبابي:
تعتبر كتب التاريخ الإسلامي التي كتبها الإمام الذهبي، رحمه الله، من أهم المراجع العلميّة التي توثق أهم مراحل تاريخنا الإسلامي المجيد، وتُسلط الضوءَ على أحداثه وشخصياته. ويتميّز منهجُ الإمام الذهبي في دراسة التاريخ بالدقة والموضوعية والتحليل العميق، حيث يسعى إلى استخراج الدروس والعِبر من التاريخ الإسلامي لتطبيقها في الحاضر والمُستقبل.
ويتسم أسلوبُ الذهبي في كتابة التاريخ بالشمولية والاعتماد على مصادر مُتعددة، من خلال تحليل وتقييم الأحداث والشخصيات، بناءً على ما ورد في الكتب التاريخيّة والسير الذاتية والروايات الشفوية. كما يتميّز منهجه بالتوجّه إلى الأصول الشرعية والتاريخية لتفسير الأحداث، ما يُضفي على كتاباته الطابع العلمي والديني. ويعتبر أحد أهم المؤرخين الإسلاميين الكبار الذين قدموا إسهامات فريدة ومُميّزة في فَهم تاريخ الإسلام، ونقله بشكل دقيق وموضوعي، وقيامه بتسليط الأضواء على مُجريات الأحداث الكُبرى والمؤثرة والمُتسلسلة من بَدء الخليقة إلى تاريخ وفاته، رحمه الله. ومن أبرز مزايا منهج الإمام الذهبي في دراسته التاريخ الإسلامي، هو تفانيه الشديد في البحث والتحقيق والتصانيف المُتنوعة، وسعيه الدؤوب إلى التأكد والتحقق من صحة المعلومات والأحداث التي يُقدّمها، مُعتمدًا على المنهج العلمي الشامل، الذي يجمع بين الدراسة النقديّة والتحليليّة.
عِلاوة على ذلك، يُعتبر منهج الإمام الذهبي في دراسته للتاريخ الإسلامي فرصةً للتعرّف على القيم والمبادئ التي تُميّز الإسلام وتوجهاته في مُختلف المجالات، فهو يُسلط الضوء على قيم العدل والإنصاف والتسامح والتعايش السلمي، التي تتجلى في تاريخ الإسلام وتعكس رسالته السمحة والإنسانية.
وباختصار، يعتبر منهج الإمام الذهبي، رحمه الله، في دراسة التاريخ الإسلامي نموذجًا للدقة والشمولية، حيث يسعى لاستخلاص النتائج والعِبر والدروس المُستفادة منها، وتوثيقها بأسلوب علمي رصين، يحفظ للأمة هُويتها وتاريخها، ويُعرّف الأجيال اللاحقة على مُنجزات علمائنا الأجلاء وما خلفوا لنا من إسهامات وجهود مُضيئة للأمة الإسلامية، وأترك للقارئ البحث وقراءة كتبه ومؤلفاته، ويكفي ثناء علمائه ومشايخه وتلاميذه، وما زال هناك الكثير والكثير من العلماء والقادة والمُفكّرين لدراستهم وإبرازهم والثناء عليهم، والخير في أمتنا إلى قيام الساعة.