يقول الله عز وجل في محكم آياته: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) سورة البقرة: 155.

والمؤمن الكيِّس الفَطِن هو من يعيش حياته متقبلًا حلوَها ومرَّها على حد سواء، ومن يظن أن الحال يدومُ مُخطئ فدوامُ الحال من المُحال.

إن من صميم العقيدة الصحيحة الإيمان بالقضاءِ خيرِه وشرِّه .. ولن تصل إلى ذلك العمق إلا إذا أدركتَ أن كلَّ شر الخير مخبوءٌ بداخله.

وبشر الصابرين

الصابرون الذين تقبَّلوا البلاءَ وفهموا أبعادَه فعادوا إلى خالِقِهم متشبثين برداء عظمتهِ وجلالِه، فخيرُ الابتلاءات ما أخذك إلى المحراب، وألذُّ ثمارها التوبة فعن ابن القيم قال: «لو لم تكن التوبة أحبَّ إلى الله لما ابتلى بالذنب أكرمَ المخلوقات عليه -آدم عليه السلام- فالتوبةُ هي غاية كل كمال آدمي، وقد كان كمالُ أبينا آدم -عليه السلام- بها». 

فكن دائمًا عزيزي القارئ ذلك الكيِّس الفَطِن الذي يستقبلُ الابتلاء بصدرٍ رحب، ويسمحُ له بأخذه إلى محراب التقبل والصبر، لينعم بثماره في الدنيا والآخرة، حيث ترحب الملائكة بالصابرين وتردد في عليين

(سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ).. الرعد: 24.

 

https://noraalmosefri.qa