لماذا؟ …. مهارات حياتية علينا تنميتها
التعلم من خلال التدريب والتوجيه والمتابعة مهارات إدارية أساسية نمارسها في حياتنا اليومية، من منطلق الحرص على حسن سير الأمور والمهام التي تقع تحت مسؤوليتنا في مختلف أدوارنا الأسرية والعملية والحياة بصورة عامة.
الأدوار في حياتنا متغيرة ومتعاقبة وسُنة كونية، بدءًا من مرحلة الطفولة مرورًا بالشباب، ومن ثم الشيخوخة، ولكل مرحلة من هذه المراحل متطلباتها واحتياجاتها الحياتية، من حيث التعلم والتطبيق.
منها ما يتطلب أن يُمسك زمامَ الأمور فيها شخصٌ مسؤول مسؤوليةً تامةً عن تعليم هذه المهارات، وتنميتها لضمان حسن استخدامها في مُختلف الظروف والمراحل العمرية.
ففي مرحلة الطفولة المُبكرة تقع المسؤولية على عاتق الأبوين فيتحملان مسؤولية رعاية وتربية أطفالهما أيًا كان مستواهما التعليمي، وعليهما تدريبهم على التواصل مع الآخرين من خلال استخدام لغتهم الأم للتعبير عن احتياجاتهم الشخصية من مأكل وملبس ونظافة، وما يجول في أنفسهم من مشاعر إنسانية، وتدريبهم كذلك على الحوار بما يتناسب وأعمارهم، عملية التعلم هذه ليست بالأمر اليسير تتطلب أن يتحلى كلٌّ من الأبوين بروح الصبر والمثابرة ليصلوا بأطفالهم لمرحلة الاعتماد على النفس ليتمكنوا من شق طريقهم في الحياة بثقة ونجاح، ويثابروا لتحقيق أهدافهم المستقبلية.
وتزداد الحاجةُ لتعلم هذه المهارات في مرحلة البلوغ والشباب وتتعدد لتوسع شبكة العلاقات الخارجية من المحيطين بالأسرة من أقارب وأصدقاء وتربويين، ويؤدي المعلمون دورًا كبيرًا في تنمية هذه المهارات إلى جانب الآخرين.
وتبلغ مرحلة التعلم والتدريب والنصح والتوجيه ذروتها في سنوات ما بعد العمل، لأن لكل مهنة متطلباتها من مهام واختصاصات تتطلب التوجيه والتدريب والمتابعة المستمرة للتأكد من حسن سير الأمور، وينتهي المطاف لدى معظم الناس بتكوين أسرة تتطلب هي الأخرى من قيادتها -أبًا وأمًا- أن يتحملا مسؤولية رعاية وتربية أطفالهما معًا.
سلسلة متداخلة ومتشابكة من العلاقات والمهارات الأساسية يحتاجها كل فردٍ منا في مختلف مراحل حياته العمرية، ويتوقف مدى إتقانها وتنفيذها على رغبة كل فرد ودافعيته للتعلم، ورغم هذه الاختلافات البشرية إلا أن تعلم هذه المهارات ضرورة في حياتنا.