نصائح لمواجهة اكتئاب ما بعد العطلة الصيفية
د. موزة المالكي: تخصيص ساعات يومية للترفيه
عبد العزيز السيد: تهيئة الأطفال للعودة إلى المدرسة
د. محمد العنزي: التخطيط الجيد قبل انتهاء الإجازة
خالد السويدي: زيادة الأنشطة المدرسية اليومية
الدوحة -أحمد مصطفى:
أكد عدد من الخبراء التربويين ضرورة تهيئة الأبناء للعودة إلى الدراسة بعد انقضاء العطلة الصيفية، موضحين في تصريحات خاصة لـ الراية أن بعض الطلاب يعاني مما يعرف باكتئاب ما بعد الإجازة وهو حالة تصيب الطلاب بعد عودتهم من إجازة طويلة، مما يشعرهم بالحزن والكآبة والملل والنقص في الطاقة، وربما يصل إلى القلق والتوتر بسبب العودة إلى روتين الحياة المدرسية والفروض والاختبارات، والاستيقاظ مبكرًا وعدم السهر لساعات طويلة كما كان معتادًا خلال العطلة الصيفية.
وأكد هؤلاء على ضرورة تهيئة الأبناء للعودة إلى الدراسة مقدمين عدة نصائح في هذا الإطار، حيث قالت الدكتورة موزة المالكي إن عودة الطلاب للمدارس يسبب لبعضهم القلق والتوتر في بداية العام الدراسي، مؤكدة أن الأطفال الصغار تحديدًا يصابون بالاكتئاب عند العودة إلى المدارس نتيجة التغيير الذي يحدث لروتينهم اليومي، مثل الاستيقاظ مبكرًا وهو أمر صعب بالنسبة لهم، لذلك يجب تحديد وقت ثابت للنوم، بالإضافة إلى تخصيص ساعات يومية للترفيه واستخدام الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو خلال أيام الدراسة حتى لا يحدث لهم تغير في نظام يومهم الذي كانوا يمارسونه في العطلة الصيفية.
من جهته قال عبدالعزيز السيد «خبير تربوي» إن حالة الاكتئاب التي تحدث للطلاب بعد انتهاء العطلة الصيفية هي حالة شائعة، موضحًا أنه يجب على أولياء الأمور تهيئة أطفالهم للعودة إلى المدارس قدر الإمكان، وعدم إضاعة الوقت ومتابعة الدروس وعدم إهمالها، وعدم حرمانهم من الإلكترونيات بهدف التركيز والانتباه على الوظائف المدرسية مما سيؤثر عليهم بالسلب، فالجوال أصبح اليوم من أفضل وسائل التعليم وإيصال المعلومات بطرق عدة مثل التاريخ الذي يمكن تعلمه بشكل مرئي وروائي مما يجعله متشوقًا أكثر فيما بعد.
إلى ذلك قال الدكتور محمد العنزي أستاذ جامعي في علم النفس إن أي تحول في الظروف الاجتماعي لحياة الطلاب مثل التغير في ساعات النوم، واللعب، أو تغير المكان الذي كان يعيش فيه يؤثر على نمطهم الاجتماعي.
كما نوه الدكتور العنزي إلى أن الاكتئاب ما بعد العودة من الإجازة ليس موجودًا في تصنيفات الأمراض، إنما هو القلق من كل ظرف جديد ومن كل تكليف ولا يفرق بين كبير وصغير، والاكتئاب بعد الإجازة هو اكتئاب طبيعي يجب على ما هم عليه وتقبل كل ردات الفعل الناتجة عنه مثل التأخر في النوم، تعمد التأخير أو عدم الحضور للمدرسة في الأيام الأولى، مع وضع إجراءات صارمة وضبط سلوكيات الأبناء بالتصديق والتقبل.
ولتجنب اكتئاب ما بعد العطلة يجب على أولياء الأمور التخطيط للعودة إلى الدراسة وعدم الاستهانة بها، ويجب إعطاء الأهل أكبر قدر ممكن من خبراتهم عن مدى أهمية الدراسة والتحصيل العلمي.
ومن الأشياء التي تقي من الخوف من الدراسة التي يجب أن يحرص أولياء الأمور على غرسها في أطفالهم هي وجود أشياء ممتعة ومفيدة في الحياة الدراسية مثل لقاء الطالب بأصدقائه، تنظيم النوم، وتغير الجو النفسي العام، والحركة والرياضة.
هذا وقال خالد السويدي «تربوي» إن اكتئاب ما بعد العطلة الذي يصاب به الطلاب والطالبات ما هو إلا تمنيات منهم من أجل تمديد فترة العطلة الصيفية وليس بالاكتئاب المتعارف عليه فعلميًا لا توجد هذه الحالة.
وينصح السويدي أولياء الأمور بتنظيم الجو العام الملائم للتغير الذي سوف يحدث لأبنائهم، وغرس قيمة أن التعلم مسار حياة يجب خوضه بشتى أنواعه وأشكاله، كما يجب على أولياء الأمور عدم حرمان أبنائهم من الإلكترونيات بشكل مفاجئ حتى لا تحدث لهم صدمة، إنما يجب التدرّج في ذلك حتى تصل مدة ساعة يوميًا وتقل في أيام الاختبارات.
كما يجب زيادة الأنشطة المدرسية اليومية وعدم الاكتفاء بحصة اللياقة البدنية لمدة 45 دقيقة أسبوعيًا، فذلك سيعطي دافعًا وتشجيعًا أكثر للأطفال للذهاب للمدرسة والانخراط في الحياة الدراسية وعدم الشعور بالملل والاكتئاب.