كتاب الراية

كنوز مبدعة …. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية

تعد وسائلُ التواصل الاجتماعي من أبرز التكنولوجيات التي أثرت على العلاقات الاجتماعية في المجتمع في العقدين الأخيرين. ومع تزايد استخدام الهواتف الذكية وتوفر الإنترنت بشكل أوسع، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، و«X»، وإنستغرام جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس اليومية. وعلى الرغم من الفوائد العديدة لهذه الوسائل، إلا أن لها تأثيرات سلبية وإيجابية على العلاقات الاجتماعية في المجتمع.

من ناحية الإيجابيات، تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز التواصل بين الأفراد، خاصة أولئك الذين يعيشون في أماكن متباعدة جغرافيًا. يمكن للأصدقاء وأفراد العائلة الذين يفصل بينهم بُعد المسافة التواصلُ بسهولة ومشاركة اللحظات المهمة في حياتهم، ما يُعزز الشعور بالقرب والانتماء. كما تتيح هذه الوسائل للأفراد تكوين صداقات جديدة وتوسيع دائرة معارفهم، ما يُمكِن أن يؤدي إلى تبادل الثقافات والأفكار وتعزيز التفاهم بين الناس من خلفيات مُختلفة.

إضافةً إلى ذلك، تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الروابط المهنية، فقد أصبحت هذه المنصات أدوات مُهمة للتواصل المهني والترويج للأعمال والمشاريع الشخصية، فيمكن للأفراد التواصل مع زملائهم في العمل، وتبادل الأفكار والخبرات، والبحث عن فرص عمل جديدة. كما تتيح للأعمال الصغيرة والمتوسطة الوصولَ إلى جمهور واسع من العملاء المُحتملين، ما يُعزز من نموها وتوسُّعها.

على الجانب الآخر، توجد تأثيرات سلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية، من أبرز هذه التأثيرات: ذلك الشعورُ بالعزلة الاجتماعية. فرغم أن هذه الوسائل تعزز من التواصل الرقمي، إلا أنها قد تؤدي إلى تقليل التواصل الحقيقي وجهًا لوجه. قد يشعرُ البعض بأنهم على اتصال دائم مع الآخرين عبر الإنترنت، إلا أن هذا التواصل الافتراضي لا يُعوض عن اللقاءات الشخصية والتفاعلات الإنسانية المُباشرة.

كما أن الإدمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقات. قد ينشغلُ الأفرادُ بقضاء ساعات على هذه المنصات، ما يُقلل من الوقت الذي يقضونه مع عائلاتهم. ويمكن أن يؤدي هذا إلى تفكك الروابط الأسرية وزيادة الخلافات بين أفراد الأسرة بسبب قلة التواصل.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تُسهم وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار الزائفة والشائعات، ما يؤدي إلى نشوء خلافات وانقسامات داخل المجتمع، وقد تؤدي هذه الشائعات إلى تفاقم التوترات الاجتماعية وزيادة الفجوة بين الأفراد والجماعات.

في الختام، يمكن القول: إن وسائل التواصل الاجتماعي قد أحدثت ثورة في كيفية تواصل الناس وتفاعلهم، ويتضح أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرات مُتعددة على العلاقات الاجتماعية في المجتمع، تتراوح بين الإيجابية والسلبية. ومن المُهم استخدام هذه الوسائل بحكمة وتوازن لضمان تحقيق الفوائد المرجُوَّة منها وتقليل التأثيرات السلبية. يجب على الأفراد العمل على تعزيز التواصل الحقيقي والمباشر مع الآخرين، وعدم الاكتفاء بالتواصل الافتراضي، لضمان بناء علاقات اجتماعية قوية ومستدامة.

@fatin_alsada

@dr.fatin.alsada

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق
X