أحمد عمر .. رائد صحافة الطفل ومؤسس مجلة ماجد
00:08 ص, الخميس, 15 أغسطس, 2024

الدوحة – الراية :
أحمد عمر ، من روَّاد صحافة الأطفال، وصاحب فكرة مجلة ماجد للأطفال الإماراتية، ومبتكر شخصياتها، ومؤسسها ومدير تحريرها من عام 1979 حتى 2009، وأصبحت المجلة على مدار 30 عامًا تحت قيادته أشهر مجلة للأطفال والأكثر توزيعًا في العالم العربي.
وُلد الكاتب الصحفي المصري أحمد محمد عمر في 25 سبتمبر 1939م، بالقاهرة وتخرج في كلية الآداب قسم الصحافة، حاصلًا على شهادة ليسانس الصحافة.
أنشأ مكتبته الخاصة التي ضمت آلاف العناوين، وكان يرتاد سوق سور الأزبكية في القاهرة؛ لشراء الكتب المستعملة التي تُباع بأسعار زهيدة. وكانت هذه الكتب رفيقه الدائم في رحلته الأدبية والثقافية والفكرية. ساعدته القراءة على تشكيل رؤيته وإثراء أفكاره، التي تجلت في أعماله الأدبية، وفي صحافة الأطفال التي كان من روادها.
كان يقرأ ليصنع مخزونًا فكريًّا في ذاكرته، وكانت كتب التراث التي قرأ منها في وقت مبكر تتصدر اهتماماته، إضافة إلى روايات نجيب محفوظ التي تغوص في حياة الحارة المصرية بكل تفاصيلها وتفاعلاتها. كما تأثر بكتابات مؤلفين آخرين؛ أمثال يوسف إدريس، وجمال الغيطاني، ومحمد حسنين هيكل، وغيرهم.
مسيرة مهنية
استهلَّ مسيرته المهنية بالعمل في صحيفة الاتحاد الإماراتية، وكان عضوًا في فريقها المؤسس، وشارك في وضع لبِناتها الأولى. وتولى قسم المحليات فيها، ومتابعة أخبار المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وكان الإنجاز الأكبر في حياته العملية هو تأسيس مجلة ماجد للأطفال وتوليه رئاسة تحريرها عام 1979، حيث وُلدت فكرتها في أروقة صحيفة الاتحاد، لتحوَّل لاحقًا إلى إحدى أهم مجلات الأطفال في العالم العربي. انطلق بها من حاجة الأطفال العرب إلى مجلة مطبوعة تعبِّر عنهم وتنمِّي خيالهم وعقولهم. عمل مع نخبة من الصحفيين والرسامين في تحويلها إلى وسيلة للتعبير عن فكر الطفل العربي ومشاعره بالكلمة والرسم.
أسهم أحمد عمر بعمله الدؤوب في جعل مجلة ماجد رمزًا للطفولة العربية، ومحطة أساسية في ذكريات الأجيال المتعاقبة. وصار يعد مجلة ماجد ولده، إذ لم يكن له أبناء. فقد كان رجلًا بالغ المهنية والدقة والشغف، يقضي ليله ونهاره في أروقة المجلة، يبدع ويخطط ويتابع الكتَّاب والمواد، ويحضر الأعداد. وعند طبع أي عدد جديد من المجلة، كان واضعًا أعداد أسابيع أخرى جاهزة قبلها.
خصوصية الطفل
ظلَّ أحمد عمر يُشرف على المجلة ويدير تحريرها، على مدار قرابة 30 عامًا من عام 1979 حتى 2009، مقدمًا مقالاتٍ توجيهيةً للأطفال، وسيناريوهات لقصص مصورة. واستمرَّ في إثراء أعدادها بقصص الشخصيات التي اشتهرت بها، كشخصية زكية الذكية، والنقيب خلفان، وغيرهما من الشخصيات المحبوبة والمفضلة لديهم. وكانت افتتاحيات مجلة ماجد التي يكتبها دروسًا أسبوعية يتلقاها الصغار والكبار على حدٍّ سواء، وكانت مفعمةً بعبارات تربوية وشحنات تعليمية، جعلت منه رائدًا تربويًّا.
حرص منذ تأسيس المجلة وإصدارها على صبغها بالصبغة العربية الخليجية في المضمون والأحداث والشخصيات، واستقطب أبرز كتَّاب الأطفال ورسامي الكاريكاتير، فلاقت المجلة رواجًا كبيرًا بين أطفال الوطن العربي؛ لأنها حافظت على خصوصية الطفل الخليجي.
ومن شخصيات المجلة التي حظيت بمحبة الأطفال: “كسلان جدًا”، و”موزة الحبوبة”، و”فضولي”، و”أبو الظرفاء”، و”زكية الذكية”، و”شمسة ودانة”، و”النقيب فهمان والمساعد خلفان”.
تستهدف المجلة الطفلَ الذي يعيش في بيئة محافظة، وتغرس فيه القيم الدينية والوعي الثقافي، والمحافظة على هويته، والاعتزاز بتاريخه العربي. وواكبت التقدم الاجتماعي الذي شهدته الإمارات في تلك المرحلة، فضلًا عن إنشاء قناة على (يوتيوب)، تخطت آلاف المشاهدات، وموقع إلكتروني، فاحتفظت برونقها منذ صدورها حتى الآن».
كتبه وقصصه
نشر أحمد عمر قصصًا مفردة مصورة للأطفال، منها:
– “كسلان جدًا حول العالم وقصص أخرى”، رسوم مصطفى رحمة، مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر، أبو ظبي، 2001، في 114 صفحة.
– “كسلان جدًا وحكاياته العجيبة”، رسوم مصطفى رحمة، مؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر، أبو ظبي، 2001، في 128 صفحة.
-حصد جائزة صحافة الطفل عام 2004 تكريمًا لإسهاماته الكبيرة في هذا المجال.
– وتوفي أحمد عمر في القاهرة، يوم الجمعة، في 9 أغسطس 2024م، عن عمر ناهز الخامسة والثمانين.