اقتصاديات …. التعليم والمهارات
بمناسبة اقتراب العودة للدراسة بداية الشهر المقبل، لطلاب جميع مراحل التعليم النظامي نتمنى لهم عودًا حميدًا بإذن الله، ارتأينا أن نذكّر المسؤولين المعنيين بالتخطيط لمناشط التعليم ومخرجاته في قطر، ببعض الأرقام والمؤشرات الرسمية الدولية الشارحة لنوعيات ومستويات التعليم على المستوى الدولي، والصادرة من منظمات الأمم المتحدة المتخصصة. فلقد ذكر معهد اليونيسكو للإحصاء بأحد تقاريره الدولية حول مخرجات التعليم الكمية والنوعية لمختلف الدول كان من ضمنها دول مجلس التعاون الخليجي. ونظرًا لضيق المجال لإيجاز كافة المؤشرات الواردة بالتقرير الدولي فقد ركزنا فقط على جانب المهارات الأساسية والفنية فقط. لقد جاء بالتقرير الإحصائي بأن عدد الطلبة (من الجنسين طبعًا) في قطر خلال الفترة (2012 – 2017)، والتوقعات لعامي 2030 و 2050، كان كالتالي: في 2012 كان عدد الطلاب قد بلغ 225 ألفًا، ارتفع ليصل إلى 328 ألفًا عام 2017 بمعدل نمو سنوي 7.8% لتلك الفترة وكان أعلى معدل نمو كمي نسبيًا مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي. وكانت التوقعات لتعداد الطلبة عامي 2030 و2050 أن تكون 482 ألفًا و 870 ألفًا على التوالي. وأن نسبة الشباب في قطر من تعداد السكان البالغ 2.4 مليون نسمة (مواطنين ومقيمين) عام 2015 كانت كالتالي: أقل من الفئة العمرية 20 سنة بلغت النسبة 38%، وأقل من 25 سنة وصلت إلى 48.5% وهما أعلى نسبتين مقارنة بنسب دول المنظومة الخليجية. ثم أقل من 30 سنة بلغت نسبة السكان الشباب 48% وهي ثاني أعلى نسبة بعد السعودية وعُمان اللتين سجَّلتا نسبة 53% عام 2015.
أما عن حجم الإنفاق الحكومي على التعليم حسب الميزانيات الحكومية عام 2018 لدول مجلس التعاون وتوقعات مصروفات التعليم فيها عامي 2030 و 2050. فقد بينت الإحصاءات المعنية بأن مصروفات التعليم في قطر لم تتجاوز 5.2 مليار دولار فقط من إجمالي المصاريف الحكومية البالغة 55.8 مليار دولار أي شكلت فقط ما نسبته 9.4% من جملة المصروفات، وهذه النسبة شكلت أقل نسبة مصروفات تعليمية بين الدول الخليجية عام 2018 حتى أقل من الشقيقتين عُمان والبحرين اللتين سجلتا نسبة مصروفات تعليمية بواقع 16.8% و 11% على التوالي. على صعيد آخر، فقد ذكر تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بأن هناك تباينًا كبيرًا في الأداء بين طلاب القطاع العام وطلاب القطاع الخاص في قطر، حيث إن تلاميذ المدارس الحكومية متخلفون عن نظرائهم بالمدارس الخاصة بثلاث سنوات خاصة في مادة الرياضيات.
الخلاصة.. ماذا تعني لنا تلك الأرقام والمؤشرات الدولية بخصوص التعليم -الواردة أعلاه- بإيجاز واقتضاب دون استطراق التفاصيل؟ تعني عدة أمور هذا ماسوف نتطرق
إليه باللقاء القادم إن شاء العلي القدير.
قبل أن أفرغ من طباعة السطر الأخير هنا تذكرت مقولة شهيرة مفيدة للداعية الإسلامي والناشط الحقوقي الأمريكي الحاج ماك شباز والمعروف باسم مالكوم Malcom X – (1925 – 1965) – حيث كان يرددها في خطبه النارية أمام الجماهير والنخب الأمريكية التوَّاقة لتحسين التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال فيها «التعليم هو جواز السفر إلى المُستقبل، لأن الغد ينتمي إلى أولئك الذين يستعدون له من اليوم» .
خبير اقتصادي