ترجمة – فهدة حسن :

قد يبدو من الأسهل تجنب التواصل مع أحد أفراد عائلتك، لكن هذا لن يجعل المشاكل تختفي، بل في كثير من الحالات، يزيدها سوءًا.

ومن ناحية أخرى، فإن التواصل الجيد هو الأساس لحياة عائلية سعيدة متناغمة.

وحسب “wellbeing Magazine” فإن التواصل الجيد يعني تبادل المعلومات بين شخصين أو أكثر. يمكن أن تكون هذه المعلومات حقائقَ أو أفكارًا أو مشاعرَ، ويمكن تبادلها من خلال وسائل مختلفة.

لكي يكون التواصل ناجحًا، يجب على جميع الأطراف أن تلعب دورها بحسن نية، ويجب على الشخص الذي يشارك المعلومات أن يفعل ذلك بطريقة تجعل الفهم سهلًا قدر الإمكان. ويحتاج الشخص الذي يتلقى المعلومات إلى ممارسة الاستماع النشط ومحاولة تقريب المعلومات قدر الإمكان للمعنى المقصود.

يمكن أن يتم الاتصال بعدة طرق مختلفة، أكثرها شيوعًا، التواصل اللفظي و يتم فيها تبادل المعلومات من خلال المحادثات المنطوقة، سواء وجهًا لوجه، أو عبر الهاتف، كذلك التواصل الكتابي، حيث يمكننا أيضًا نقل المعلومات من خلال اللغة المكتوبة وعبر الرسائل والنصوص ورسائل البريد الإلكتروني.

التواصل غير اللفظي: غالبًا ما يعبر الأشخاص عن أنفسهم باستخدام إيماءات اليد وتعبيرات الوجه، ولكن يمكنهم أيضًا إرسال إشارات خفية من خلال وضع الجسم وحركات العين.

والتواصل العائلي عالي الجودة داخل الأسرة له فوائد عديدة لا غنى عنها. وأهمها حل المشاكل، فمن المُدهش أن الخلافات بين أفراد الأسرة تنبع -عادة- من سوء الفهم، ويمكن أن تؤدي الأخطاء البسيطة في التواصل إلى انقسامات شديدة، وقد تحتاج العائلات إلى مساعدة لرأبها، ومع ذلك، إذا كانت لديهم مهارات تواصل أفضل خاصة بهم، فسيكونون قادرين على توضيح مواقفهم، وإيجاد أرضية مشتركة، والعيش في وئام مرة أخرى.

ويتيح لكَ التواصل العائلي مناقشة الآراء مع أفراد عائلتك وتقوية الروابط بينكما. لا يتعلق الأمر بالضرورة بالاتفاق على كل شيء، بل يتعلق الأمر بإعطاء بعضنا بعضًا مساحة لاستكشاف الاختلافات والتمتع بأرضية مشتركة.

وغالبًا ما يكون المرور بهذه العملية صراعًا يسمح لكما باكتساب فهم أعمق لبعضكما بعضًا، ومزيد من الوضوح حول سبب تفكيرك وتحدثك وتصرفك بالطريقة التي تفعل بها. وبعد اجتياز هذه المرحلة، تكتسب الثقة في قدراتك على التواصل حول المواضيع الصعبة في المستقبل.

وفي كثير من الأحيان، يواجه أفراد الأسرة مشاكل شخصية أو مواقف حياتية صعبة يحتاجون إلى المساعدة في حلها. وإن كان التواصل داخل الأسرة ضعيفًا، فقد يشعرون بالعزلة وعدم وجود من يساعدهم في تحمل أعبائهم.

ومع ذلك، عندما يكون التواصل جيدًا، تكون لديهم الثقة للمشاركة، ويشعرون بالثقة في معرفة أنه سيتم الاستماع إليهم وفهمهم.

إن مناقشة المشاكل الشخصية مع العائلة يمكن أن تؤدي إلى وضوح أكبر، بالإضافة إلى الأفكار والخبرات المشتركة التي يمكن أن تساعد في حل المُشكلة.

أخيرًا يعد التواصل الإيجابي الفعال هو السمة المميزة لعائلة سعيدة وناجحة. إن إدراك هذه الأهمية هو الخطوة الأولى في تطوير ثقافة عائلية أفضل، وبالتالي الاستخدام المستمر للاستراتيجيات لتحسين التواصل هو السبيل لإحداث تغيير إيجابي دائم.