دير البلح – رويترز:

كان محمد أبو القمصان قد استلم لتوه وثيقتي تسجيل طفليه التوأمين حديثي الولادة، آسر وآيسل، عندما علم باستشهادهما وزوجته ووالدتها في قصف إسرائيلي على منزل نزحوا إليه في قطاع غزة.

رفع محمد الوثيقتين في حسرة بدلت فرحة عز وجودها في القطاع المحاصر وغلبه البكاء بينما حاول رجل آخر أن يشد من أزره في مشرحة مستشفى شهداء الأقصى حيث استلم الجثامين. وقال محمد أبو القمصان وهو يسترجع مكالمة هاتفية قاسية تلقاها من سكان الحي «طلعت شهادة الميلاد للولدين (طفل وطفلة).. توأم… اتصلوا عليا قالولي الدار اللي انت فيها انقصفت.. ناس من الحارة.. راحت مرتي وولادي التنين وحماتي».

وأضاف: «قذيفة دبابة بيقولولي.. على الشقة اللي هما قاعدين فيها… نازحين في بيت».

حمل محمد وآخرون التوأمين آسر وآيسل بعد تكفينهما، وهو مشهد شائع في قطاع غزة حيث تسببت الحملة البرية والجوية الإسرائيلية في نزوح مئات الآلاف عدة مرات بحثًا عن مأوى.

وأُقيمت صلاة الجنازة على جانب الطريق قبل وضع الجثامين في سيارة أمام حشد من الناس بينما راقب آخرون المشهد من شرفة إحدى غرف الطوارئ المكتظة بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بوسط القطاع.

وبعد عشرة أشهر من العدوان على غزة أدت الغارات الجوية وقذائف المدفعية والنقص الحاد في الأدوية والغذاء والمياه النظيفة إلى حالة من اليأس الشديد بين سكان القطاع.

وقال خليل الدقران، وهو طبيب بمستشفى شهداء الأقصى «الآن سُجل في تاريخ البشرية أن جيش الاحتلال يستهدف الأطفال الرُضع… لا يتجاوز عمر هذين الطفلين أربعة أيام.. مع الأم وجدتهما».