• أشارَ علينا بعض الزملاء في العمل إلى تأخير صلاة الظهر عند اشتداد الحر كما في هذه الأيام.. فما رأي الشرع في ذلك ؟

– الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد: فقد ذهب جمهور العلماء إلى مشروعية الإبراد بصلاة الظهر عندما يكون الحر شديدًا، وذلك لما عند البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم).

وهذا الأمر محمول على الندب والاستحباب، فالإبراد بالصلاة مُستحب غير واجب، والمقصود به تأخيرها عن أول وقتها لشدة الحر فيه، ويستوي في ذلك الرجال والنساء، سواء صلوا جماعة أم فرادى، في المسجد أم في البيوت.

ويمكن أن يبرد المُسلم بالظهر إلى آخر وقتها، أي قبيل العصر بمقدار ما يدرك الصلاة، ولا يجوز تأخيرها حتى يخرج وقتها، لقوله تعالى: (إن الصلاة كانت على المومنين كتابًا موقوتًا). وليس يضر في الأخذ بهذه الرخصة وجود هذه النعمة العظيمة نعمة وسائل التبريد، لأن سبب الرخصة هو شدة الحر، فكلما اشتد الحر جاز الإبراد بالظهر، سواء وجدت هذه المُبردات أم لا، وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام بيّن العلة في ذلك فقال: (فإن شدة الحر من فيح جهنم).

نعوذ بالله منها ومن حرّها وأهلها.