المحافظة على الصلاة طريق الجنة
الصلاة عماد الدين وغرة العبادات وأفضل الأعمال وأحبها إلى الله
الدوحة – نشأت أمين:
أكدَ عددٌ من العلماء والدعاة لـ الراية أن الصلاة هي عمود الإسلام وغرة العبادات ومن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، وأن من حافظ عليها حفظه الله، وكانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامة وطريقًا للجنة، لافتين إلى أن الصلاة أول ما فُرِض؛ وآخر ما أَوصى به النبي – صلى الله عليه وسلم – أُمتَّه وهو على فراش الموت، حينما قال: (الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم)، وأوضحوا أن الله تعالى خلق الإنسانَ من جسد وروح، وجعل لكل منهما غذاءً، ولما كان الجسد أصله من الأرض، جعل الله غذاءه ما يخرج من الأرض، ولما كانت الروح من أمر الله، جعل غذاءها في ذكره سبحانه والاتصال به. ونوّهوا بأن الصلاة أعظم العبادات ذكرًا لله تعالى وأنها صِلة بين العبد وربه، حيث قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) وقال: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء». وأشاروا إلى أن من حافظ على الصلوات الخمس فهو من المؤمنين، أما من ضيّعها وأخرها عن وقتها، فقد قال الله تعالى فيه: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ)، والمزيد من التفاصيل في السطور التالية:
د. عبدالعزيز بن عبدالله آل ثاني:
الاقتداء بالرسول.. واجب
قالَ سعادة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله آل ثاني، الأستاذ بكلية الشريعة، جامعة قطر: يجب أن نُصلّي كما كان رسول الله يصلي، عملًا بقوله صلى الله عليه وسلّم: «صلوا كما رأيتموني أصلي».
ولفتَ إلى أنه على المُسلم أن يُسبغَ الوضوء، وهو أن يتوضأ كما أمره الله عملًا، بقوله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين)، وقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «لا تقبل صلاة بغير طهور». ثم يتوجه المُصلي إلى القبلة وهي الكعبة أينما كان بجميع بدنه قاصدًا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة، ولا ينطق بلسانه بالنية، لأن النطق باللسان غير مشروع، لكون النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية ولا أصحابه رضي الله عنهم، ويسنّ أن يجعل له سترة يُصلي إليها إن كان إمامًا أو مُنفردًا، لأمر النبي صلى الله عليه وسلّم بذلك، ثم يُكبّر تكبيرة الإحرام قائلًا (الله أكبر)، ناظرًا ببصره إلى محل سجوده ثم يرفع يديه عند التكبير إلى حذو منكبيه أو إلى حيال أذنيه، ثم يضع يديه على صدره، اليُمنى على كفه اليسرى. وقال إنه يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقّني من خطاياي كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد».
د. عبدالله إبراهيم:
فُرضت في أشرف مقام وأرفع مكان
قالَ فضيلة الدكتور عبدالله إبراهيم السادة، خطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: إن الصلاةَ أولُ ما فرض الله على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – من الأحكام، وإنها فُرضت في أشرفِ مقام وأرفعِ مكان، مُشيرًا إلى أنه لما أراد الله أن يُتمَّ نعمته على عبده ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم -، ويُظهر فضلَه عليه أَسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارك حوله، ثم رفعه إليه وقرَّبه؛ فأوحى إليه ما أوحى فأعطاه من الخير حتى رضي، ثم فرض عليه وعلى أُمَّتِه الصلواتِ الخمس.
هي أول ما فُرِض؛ وهي آخر ما أَوصى به النبي – صلى الله عليه وسلم – أُمتَّه وهو على فراش الموت، حينما قال: (الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم).
ولفتَ إلى أن اللهَ تعالى أمرَ بإقامةِ الصلاةِ والمُحافظةِ عليها، وقد حثَّنا على ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، فقال: (من حافظَ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يومَ القيامةِ، ومن لم يُحافظْ عليها لم تكنْ له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة، وكانَ يومَ القيامةِ مع قارونَ وفرعونَ وهامانَ وأُبيِّ بنِ خلفٍ)، مُضيفًا: إن من حافظ على الصلوات الخمس هو من المؤمنين بنص القرآن، قال تعالى: (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)، كما أن المُحافظين على الصلوات الخمس هم المُحسنون، قال تعالى: (الم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
د. نور الدين الخادمي:
أعظم العبادات ذكرًا لله تعالى
قالَ فضيلة الدكتور نور الدين الخادمي، الأستاذ بكلية الشريعة، جامعة قطر: جعل الله عزّ وجلّ للعبادات مقاصدَ وغاياتٍ، وحكمًا وأسرارًا، والصلاة هي عمود الإسلام وغرة العبادات ومن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى، من حافظ عليها حفظه الله، وكانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامة، ومن مقاصد الصلاة، ذكر الله عزّ وجلّ والتقرّب إليه وتجديد العهد به وكذلك تزكية النفس، فالنفس تطهر وتنمو وتكبر بالطاعات وفعل الخيرات، وتدنس وتصغر وتحقر بالذنوب والمعاصي والتهالك على الشهوات والملذات، والدليل على ذلك قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) وقوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)
وأشارَ إلى أن الصلاة غذاء للروح، مُضيفًا: إن الله تعالى خلق الإنسان من جسد وروح، وجعل لكل منهما غذاءً، ولما كان الجسد أصله من الأرض جعل الله غذاءه ما يخرج من الأرض، ولما كانت الروح من أمر الله، قال تعالى: (ونفخ فيه من روحه)، جعل غذاءها في ذكره سبحانه والاتصال به، مُضيفًا إنها أعظم العبادات ذكرًا لله تعالى، فهي صلة بين العبد وربه، وقد قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي).